الصحــــافة وبنــاء الســلام المجتمعي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراه بقسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

تناول هذا البحث مفهوم صحافة السلام، والتطور التاريخي لهذا المفهوم والذي ارتبط بظهور النموذج الليبرالي في الدول الغربية الذي سيطر على رؤية دور وسائل الإعلام في المجتمع، ثم ظهور تقرير ماکبرايد لدراسة المشکلات التي تواجه وسائل الإعلام في دول العالم الثالث، وبروز المدرسة الأوربية التي تعتبر الاتصال عملية اجتماعية، وتعتبر وسائل الإعلام مؤسسة ضمن مؤسسات المجتمع الأخرى يصعب دراستها أو فهمها بمعزل عن هذه المؤسسات أو عن السياق الاجتماعي في المجتمع.
کما يرکز هذا البحث على جهود جون جالتونج في تطوير مفهوم صحافة السلام  کرد فعل لمفهوم صحافة الحرب، ويري جالتونج أن مفهوم صحافة السلام يوفر مدخلا جديدا للإعلاميين في تغطية الأحداث يمُکنهم من البحث في الأسباب البنائية والثقافية للصراع ومدى تأثيره على حياة المواطنين، وتقديم المضمون الذي يعکس القواسم المشترکة بين کافة أطراف الصراع في مجتمع معين، وطرح مقترحات ومبادرات لتخفيف حدة هذا الصراع، المساعدة في بناء المؤسسات التي تساعد في إدارة الصراع دون الوصول لمستوى العنف مثل بناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني.
ويتطلب تحقيق محاور هذا المدخل مجموعة من المحددات، أهمها تطوير القيم المهنية للقائم بالاتصال لمعالجة القضايا المجتمعية من خلال الترکيز على مضامين إخبارية وتحريرية جديدة تسعى لإحداث إدراک اجتماعي وإنساني بمعنى السلم المجتمعي والتماسک القيمي، وهو ما يٌحتم أن تکون قيمة صحافة السلام ضمن متطلبات التکوين الأکاديمي للإعلاميين، وتکون ضمن المتطلبات المهنية للصحافة.
ويتعلق نموذج صحافة السلام بمعالجة قضايا الصراع بطريقة أکثر شمولية وتبحث في أسباب الصراع، وتعتبر أن الصراع هو شيء طبيعي ويرتبط بوجود تعارض في الأهداف للمجموعات المختلفة في المجتمع حيث تسعى کل مجموعة إلى تحقيق أهدافها. ويتضمن النموذج مجموعة من المحددات الأساسية التي تميز خطاب صحافة السلام مقارنة بخطاب صحافة الصراع. وهذه المحددات تتعلق بأسلوب معالجة الصحافة لموضعات وقضايا الصراع، والکيفية التي يتم بها تقدية أطراف الصراع، وطبيعة اللغة المستخدمة في الخطاب الصحفي في معالجة قضايا الصراع. وقد اعتمدت هذه الدراسة مبادئ نموذج صحافة السلام کإطار نظري، حيث تم تطبيق هذه المبادئ في تطوير تساؤلا الدراسة للوقوف على الکيفية التي عالجت بها الصحف الإلکترونية المصرية أحداث الفترة الانتقالية من يناير 2011 إلى يونيو 2014.

الكلمات الرئيسية