سُبل إعداد الكفاءات الصحفية العربية وفقاً للمنظور الحضاري للأمة في ظل تداعيات الربيع العربي (الأردن نموذجا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام- جامعة اليرموك

المستخلص

تعالج هذه الدراسة موضوع سبل إعداد الكفاءات الصحفية في ظل تداعيات ما يسمى بظاهرة الربيع العربي في الأردن كنموذج، من خلال تقييم أنشطة التدريب المقدمة للصحفيين وخاصة برامجها وكيفية القيام بها والمشاكل التي تواجهها. حيث هدفت إلى تحديد أبرز احتياجات الصحفيين في المؤسسات الصحفية الأردنية المختلفة، وتحديد طبيعة المهارات التي تركز عليها مؤسسات التدريب الصحفية المختلفة داخل المملكة كنموذج، ومقارنة مستوى التوافق بين مضامين هذه البرامج واحتياجاتنا الصحفية وثقافتنا، من خلال منهج وصفي تشخيصي وبالاعتماد على على أسلوب المقابلة المتعمقة مع قيادات ومدراء تدريب في مؤسسات تدريب أردنية، إضافة إلى استطلاع آراء عدد من القائمين بالاتصال الذين تلقوا برامج تدريب بالإضافة إلى مراجعة عينة مما نشر في الصحف حول مستويات المهنية الصحفية أو دراسات ومؤلفات لباحثين في هذا الموضوع، وكذلك في جانب تطبيقي اعتمدت الباحثة على وسيلة الملاحظة بالمشاركة في أجزاء من برامج تدريبية وتدوين أبرز ما جاء فيها.
وقد أظهرت الدراسة أن ذلك لا يتم وفق استراتيجيات تخاطب الاحتياجات الفعلية للكفاءات المطلوبة كما أننا نحتاج إلى تطوير مهارات التفكير الإعلامي أي بناء الرواية الإخبارية وفقاً لقيم خبرية متناسبة مع طبيعة مجتمعاتنا العربية والإسلامية، قيمٍ تحترم قيمة الإنسان، وحقوقه. كما تبين الدراسة أن ظاهرة الربيع العربي لم تترك أثراً يذكر في هذه الأنشطة إضافة إلى أن الحاجة قد ظهرت واضحة للتأكيد على أهمية تحديد وإدخال معايير سلوكية ومهنية تعلي من سبل إعداد الكفاءات الصحفية، وإغناء ذلك بمجموعة القيم الإنسانية التي تنطوي عليها الحضارة العربية الإسلامية والتي تضمن نجاح عملية بناء الكفاءات الصحفية القادرة على التعامل مع ما هو قائم وما يستجد من تطورات وذلك إضافة إلى أهمية تزويد الكفاءات الصحفية ببرامج ذات طبيعة تخصصية تناسب مختلف الأنشطة التي يمارسها الإعلاميون في مختلف المواقع وخاصة منها ما يتصل بالقوانين النافذة التي تنظم مستويات الحرية وحقوق الإنسان. كما أظهرت الدراسة أن إن هناك اختلافا حول بعض المفاهيم بحاجة للتحديد كمفهوم الحرية المسؤولة والرقابة الذاتية خاصة بعد الربيع العربي حيث تعطي وسائل الإعلام أولوية لطرح الموضوعات التي تنسجم مع سياسة التحرير التي ترتبط بشكل وثيق بنمط الملكية وتوجهات مالك المؤسسة، وأننا نحتاج إلى وجود بيئة ناظمة للعمل الإعلامي بحيث تتولى متابعة العمل الإعلامي لضمان مستوى مهنيٍ أفضلَ في الأداء بعيداً عن القيود ووفق تأصيل نظري منسجم مع طبيعتنا الإنسانية وظروفنا وفق معيار ثابت لا يتغير بل يواكب المتغيرات الزمنية والمكانية، وهو القرآن الكريم.
 
 

الكلمات الرئيسية