جريدة (وطني) وموقفها من قضايا المجتمع المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام- أكاديمية الشروق

المستخلص

الزمنية الممتدة بين سنتي 1958م و2011م. وجريدة (وطني) هي جريدة عامة ذات اهتمام خاص وواضح بالشأن المسيحي والقبطي، وهي من ثم تُعد امتدادًا لجريدة (الوطن) التي صدرت عام 1877م وتوقفت عام 1930م، وجريدة (مصر) التي صدرت عام 1895م وتوقفت عام 1966م، ومازالت (وطني) توالي الصدور إلى اليوم صباح الأحد من كل أسبوع، حيث يمثل حضورها بهذه الخصوصية في المجتمع المصري أمرًا مطلوبًا، يمثل إثراءً للتعددية والتنوع في الصحافة المصرية.
وقد مثلت جريدة (وطني) وطوال عقودها المختلفة، وبالأخص خلال فترة الدراسة، ابنة أمينة لمرحلتها التاريخية التي تمر بها وتعيش فيها، أي أن مواقفها تمثل انعكاسًا للظرف التاريخي الذي تمر به مصر، بتجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبشكل عام تميل جريدة (وطني) في سياستها التحريرية إلى الاعتدال واتباع سياسة وسطية غير متطرفة.
لم تصطدم الجريدة بالقيادة السياسية/ الحاكم فقد اعتادت تأييد قرارات الرئيس جمال عبد الناصر، وكثيرًا ما كانت تبارك خطواته وتحتفي بخطاباته وتصريحاته. ورحبت بالرئيس أنور السادات، ولم يكن الاختلاف واردًا في أجندة عملها، وإذا اضطرت الجريدة إلى النقد فإن نقدها يكون موجهًا للحكومة وليس للرئيس. وأيدت الرئيس محمد حسني مبارك، لا سيما وأن الجريدة عادت للصدور في عهده، الذي شهد مزيدًا من حرية الرأي والتعبير.
وتناولت الجريدة عددًا من هموم المواطنين الأقباط في التعليم والإعلام، كما أعطت اهتمامًا لمسألة بناء الكنائس وترميمها وحرية الاعتقاد الديني، كما عالجت أحداث التوتر الديني والعنف ضد الأقباط، ودعت إلى الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، ومواجهة الإرهاب، وتحسين صورة أقباط المهجر. واهتمت الجريدة بترسيخ مبدأ المواطنة، حيث تفاعلت بقوة، مع حوار/ حديث التعديلات الدستورية، نهاية عام 2006م وبداية عام 2007م، حيث رحبت بالتعديلات الدستورية في مجملها، ورحبت على وجه خاص بتعديل المادة الأولى من الدستور لتنص على مبدأ المواطنة، وأكدت أهمية الممارسة العملية لمبدأ المواطنة، ودعت إلى استمرار مسيرة الإصلاح.
 
 

الكلمات الرئيسية