نشأة الصحافة العسكرية فى مصر وتطورها

عرفت مصر الصحافة العسكرية منذ خمسة آلاف عام تقريبًا، وأن أقدم صحيفة عسكرية نقشت على الحجر من وجهين وأشرف على تحريرها "بتاح"، وأن أول صحفى عسكرى مصرى هو القائد "وونى". إن الصحافة العسكرية هى علم وفن علم للمعرفة وفن للإخراج مما يتطلب دراسة تامة لعلم الحرب وعلم الصحافة، كما تتطلب تطبيق فن الحرب وفن الصحافة، والصحافة العسكرية لها أدب خاص يسمى الأدب العسكرى أو الحماسى، وتحظى الصحافة العسكرية بمصداقية أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، وبالتالى فإن ما تتضمنه هذه الصحف أو المجلات أو المواقع المختلفة من ثقافة عسكرية وتوعية فكرية يتناسب أكثر مع ميولهم ورغباتهم؛ لأنها تصدر عن مؤسسة هم ينتمون إليها.
تمثل الصحافة العسكرية مصدر أساسى وفعَّال من مصادر المعلومات ووسيلة مهمة من وسائل التثقيف للأفراد العسكريين، وبالرغم من تزاحم وسائل الإعلام والمعلومات وسهولة الوصول إليها، ويسر وصولها للعسكريين. وليس هدف الصحافة العسكرية هو نشر المعرفة بين صفوف الجند والضباط فحسب، بل هو أيضًا نقل المعلومات العسكرية إلى عامة الشعب لخلق وعى عسكرى وطنى حتى يدرك ويعى كل فرد من أفراد الشعب لماذا ينضم إلى القوات المسلحة ليؤدى التجنيد الإجبارى، ويشجع الأفراد لكى ينخرطوا فى سلك الجندية وليتطوعوا لخدمة بلادهم فى السلاح أو الفرع الذى يحتاج إلى خدماتهم.
انعكست ثورة 23 يوليو 1952م على الصحافة العسكرية فتغيرت بها أشكالها ومضمونها، حتى تُحقق الأهداف الجديدة التى كانت تسعى هذه الثورة الفكرية لتحقيقها من خلال الصحافة العسكرية، والتى لم تعد تقتصر أهدافها على نشر الثقافة العسكرية، بل أصبح المضمون السياسى والاجتماعى ضرورة لتحقيقها.
ترتيبًا على الأسباب والدوافع سالفة الذكر نالت الصحافة العسكرية اهتمامًا بالغًا من القوات المسلحة، والذى انعكس على تطور الصحافة العسكرية وتعدد مظاهره، هذا التطور ساهمت فى إحداثه مجموعة من العوامل أهمها (إعادة تنظيم القوات المسلحة - الثورة الفكرية - اهتمام الأسلحة المختلفة بالأسلحة الأخرى)، ويتمثل الهدف العام لتطوير الإعلام العسكرى فى الارتقاء بمستوى أداء الإعلام العسكرى من حيث المنهج والوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، بهدف إبراز دور القوات المسلحة فى السلم والحرب وخطط التنمية الشاملة، مع نشر القيم والمبادئ العسكرية والتصدى لأساليب العمليات النفسية وتطبيقات حروب الجيل الرابع والجيل الخامس وحروب المستقبل، وتسعى لبناء جسور الثقة بما يحفظ تلاحم الجيش والشعب، والدفاع عن الوطن وصون حريته واستقلاله، وبما يسهم فى الحفاظ على التراب الوطنى، ويحقق الأهداف القومية.
يهدف تطوير الإعلام العسكرى فى القوات المسلحة إلى بناء منظومة متكاملة ومتطورة للعمل الإعلامى، قادرة على إعداد الإصدارات الإعلامية التى تعبر عن القوات المسلحة وتبرز أنشطتها وتوضح مواقفها.
ركائز بناء منظومة الإعلام العسكرى الحديثة (تأكيد قيم الولاء والانتماء لرجال القوات المسلحة ورفع روحهم المعنوية - استخدام النظريات العلمية الحديثة فى مجال الإعلام العسكرى -  التفاعل بين الشعب وقواته المسلحة من خلال نشر الحقائق وتحليل المواقف المختلفة والسبق فى نشر الأخبار والمعلومات بشفافية كاملة - تحقيق الانتشار الهادف لكى تتحقق فكرة أن الإعلام العسكرى هو نافذة الشعب على نشاطات قواته المسلحة).