تقييم الطلاب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراتهم: دراسة تطبيقية على طلاب جامعة الملك   عبدالعزيز

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

محاضر بقسم الصحافة والإعلام الرقمي بكلية الاتصال والإعلام - جامعة الملك عبدالعزيز

المستخلص

اهتمت الدراسة بتحليل اتجاهات طلاب الإعلام الرقمي بجامعة الملك عبد العزيز نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصوير الرقمي، في ضوء نظريتي: نظرية قبول التكنولوجيا (TAM) ونظرية السلوك المخطط (TPB). وقد أظهرت النتائج أن الطلاب يتبنون هذه التطبيقات بدرجة متوسطة إلى مرتفعة، بوزن نسبي 70.3%، في حين تصدّرت أدوات مثل إزالة العناصر غير المرغوبة (91.59%) وإضافة التأثيرات (87.49%) قائمة الاستخدامات الأكثر شيوعًا.
وفقًا لنظرية قبول التكنولوجيا، فإن هذا التبنّي يتأصل في عاملين حاسمين: المنفعة المتصورة وسهولة الاستخدام، وهما متغيران أثبتا حضورهما في نتائج الدراسة، حيث أشار 91.3% من الطلبة إلى أن سهولة الاستخدام تمثّل دافعًا رئيسا، في حين أبدى 89.4% تقديرًا للسرعة والكفاءة التي توفرها هذه التطبيقات. وتؤكد هذه المعطيات أن الاتجاه نحو تبني التقنية يتعزز عند توافر تصورات إيجابية حول جدواها العملية وسهولة توظيفها.
أما من منظور نظرية السلوك المخطط، فقد كشفت الدراسة عن دور العوامل الثلاثة المركزية في تشكيل نية السلوك: الاتجاه الإيجابي نحو الاستخدام (الموقف من السلوك)، الدعم الاجتماعي (المعيار الذاتي)، والتحكم السلوكي المدرك، حيث اتضح أن تشجيع الأساتذة والزملاء كان محفزًا ملحوظًا لدى 54.5% من العينة، كما أظهر 79.3% شعورًا بامتلاك المهارات الكافية، وهو ما يعكس إدراكًا ذاتيًا بالقدرة على التحكم في استخدام هذه الأدوات.
إن التقاطع المفاهيمي بين النظريتين يتجلى في التأكيد على أن نية الاستخدام تتشكل من تفاعل تصورات عقلية حول المنفعة، وضغوط اجتماعية، وإدراك لقدرة الذات على التفاعل مع التقنية. وبذلك تؤكد الدراسة أن الطلبة لا يتبنون تطبيقات الذكاء الاصطناعي انطلاقًا من اندفاع عشوائي، بل من خلال تحليلات معرفية وسلوكية معقّدة، ما يفتح المجال لتعزيز الاستخدام الواعي والناقد لهذه التقنيات ضمن البيئات التعليمية.

الكلمات الرئيسية