اتجاهات النخبة الأكاديمية والإعلامية نحو توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي بالمملكة الأردنية الهاشمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1  باحثة دكتوراه بقسم الصحافة بكلية الإعلام – جامعة القاهرة

2  الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الكيفي، باستخدام أداة المقابلة المقننة(Structured Interview)، بهدف استكشاف اتجاهات النخبة الإعلامية والأكاديمية في المملكة الأردنية الهاشمية تجاه توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي، وتحليل تصوراتهم حول فرص الاستخدام، والتحديات المرتبطة به، وآفاق دمجه في بيئة الإعلام المحلي. وقد أجريت المقابلات مع نخبة مختارة من مدراء التحرير، ورؤساء الأقسام الرقمية، وصحفيين متخصصين، إضافة إلى أساتذة وباحثين في الإعلام والاتصال.
كشفت النتائج عن وعي متفاوت بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث برز إدراك واضح للتطبيقات العملية الشائعة مثل الصحافة الآلية، وتحليل البيانات الكبيرة، وأنظمة التوصية، في مقابل ضعف المعرفة بالتقنيات المتقدمة كتحليل المشاعر والروبوتات التفاعلية. كما أظهرت الدراسة أن الترحيب بتوظيف الذكاء الاصطناعي كان مشوبًا بالحذر والتحفظ الأخلاقي، مع التأكيد على ضرورة أن يكون دوره تكميليًا داعمًا للعمل الصحفي، لا بديلاً عن الصحفي البشري.
وأشارت آراء الخبراء إلى وجود فرص واعدة لتعزيز إنتاجية المؤسسات الإعلامية من خلال أتمتة المهام الروتينية، وتحسين تجربة المستخدم، وتحليل البيانات المعقدة، إضافة إلى إمكانية تطوير نماذج أعمال إعلامية جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي. في المقابل، تم رصد تحديات محورية تعيق التوظيف الفعّال للتقنيات، أبرزها: نقص الكفاءات المؤهلة، ضعف البنية التحتية الرقمية، ارتفاع تكاليف التطوير، غياب التشريعات الناظمة، والمخاوف من التحيز الخوارزمي وتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الإعلامي.
وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة تبني استراتيجية وطنية شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي في الإعلام الأردني، ترتكز على: الاستثمار في بناء القدرات البشرية، تحديث المناهج الأكاديمية، تطوير التشريعات والأطر الأخلاقية، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا. وتوصي الدراسة باتباع نهج تدريجي وآمن في التطبيق، يبدأ من الاستخدامات البسيطة ويتوسع نحو حلول أكثر تعقيدًا وفقًا لحاجة المؤسسات وجاهزيتها التقنية والبشرية.

الكلمات الرئيسية