دور الشفافية فى دعم مصداقية المؤسسات الصحفية لدى الجمهور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الصحافة بکلية الإعلام - جامعة القاهرة

المستخلص

يتحدد الهدف الرئيسى للدراسة في التعرف على آليات تطبيق وتقويم الشفافية التي تتوفر فى الصحافة المصرية،- وهو موضوع لم يتم طرقه من قبل فى الدراسات- وتأثيرها على مصداقية الصحافة والصحفيين لدى الرأى العام المصرى.
وأکدت نتائج الدراسة ان الصحف على اختلاف أنماط ملکيتها اذا توافرت بها آليات الشفافية من جهة وقلت المعوقات التى تحول دون تحقيقها داخليا وخارجيا من جهة أخرى فانها تتمتع بمصداقية وثقة تامة بنسبة 100% من قبل القراء المتابعين لها بانتظام، وحينها لا تتواجد أهميه للفروق الايديولوجية الفکرية أو السياسية اذا ما عملت الصحافهة فى بيئة توفر آليات الشفافية والمحاسبية والحوکمة وتتفاعل مع الجمهور. کما أظهرت النتائج وجود علاقة بين ادراک معوقات الشفافية فى المؤسسات -بصرف النظر عن کونها ورقية أو الکترونية-، وسلبية الاتجاه نحوها ومقدار الثقة والمصداقية فيها، إذ کلما زاد عدد المعوقات التى تعترض الشفافية فى هذه المؤسسات کلما زادت سلبية اتجاهات الجمهور نحو المؤسسة واصدارتها وأثر ذلک سلبا على ثقته فيها وفى مصداقية مطبوعاتها. فالشفافية کأسلوب استراتيجى وثقافة کلها خير وتعود بالنفع على کل من المؤسسات الاعلامية والرأى العام، وجاءت النتائج منطقية متعلقة برؤية واقعية قوامها المزايا التى تحققها الشفافية فى بيئة العمل وآثارها الايجابية على الجمهور الداخلى من الصحفيين من جهة والجمهور الخارجى من القراء والمستخدمين من جهة أخرى. فقد أکدت النتائج ان الشفافية تساعد على خلق بيئة عمل متميزة وتساعد على الانجاز فى ظل وضوح الرؤية الاستراتيجية والأهداف وسياسات الاثابة والعقاب وسهولة التواصل مع الرؤساء والزملاء کما انها تنتج مناخا مهيئا لتحسين صورة المؤسسة وتدعيم مصداقيتها والثقة فيها وکذلک التواصل مع الرأى العام والتفاعل معه والاستماع اليه وتقييم رأيه ومشارکاته فى اطار اتصال ثنائى الاتجاه لا استحواذى من جانب واحد، وان أظهرت النتائج ان هذه العملية التفاعلية رهنا بحدود يضعها القائم بالاتصال بصورة أساسية باعتباره حارسا لبوابة يرفض التخلى فيها عن سلطاته.
أکدت نتائج الدراسة أيضا ان التعامل مع الجمهور بشفافية مازال قاصرا من جانب الصحافة رغم تعدد وتنوع آليات الشفافية التى وفرتها وسائل التواصل والتکنولوجيا الرقمية عامة، فمازال القائم بالاتصال يمارس دور حارس البوابة المفضل وهو فى هذه المرة حارس الکترونى يقوم بفلترة الموضوعات ويحتفظ بکواليسها لنفسه ويجهل بعض المصادر ويفلتر تعليقات الجمهور ويتحفظ بالنسبة للموضوعات الحساسة خاصة التابو السياسى والدينى... وغيرها من ممارسات تدعم سيطرة تقليدية للمؤسسات وتحد من حق الجمهور وتمکينه.
وأوضحت النتائج أيضا ان الجمهور يدرک أهميه الشفافية فى العمل الصحفى کعامل أساسى فى الکشف عما يدور فى الممارسات المهنية وتأکيد أخلاقية ممارساتها والکشف عن الفساد ومواجهته وتفعيل الحوکمة ودعم الديمقراطية، فهى أداة تحقق فى يد الرأى العام للتأکد من نزاهة ادارة الممارسة المهنية داخل المؤسسات الصحفية. کما ان الرأى العام  يحمل رؤية شديدة التفاؤل ازاء شفافية المؤسسات الصحفية التى يتابع اصداراتها سواء ورقية أو الکترونية، إذ يرى أغلبه ان الصحافة المصرية تتبع آليات الشفافية 68.1% (مع وجود واقعية فى ادراک درجة تحققها 84% يرون التطبيق بنسبة منخفضة وبسيطة) والنسبة الأکبر 85% راضية عن موقع الصحف الالکترونى والشفافية التى يوفرها، کما ان الجمهور وخاصة من الشباب يتفاعل مع الطبيعة الالکترونية  للصحافة ويبحث عن إقرار الشفافية بفاعلية فى اطار علاقته بالمؤسسات الصحفية، فلا تنقصه المهارات فى التعامل مع التکنولوجيا بل ان 61% منهم يطالعون الصحف الالکترونية مقابل 38.8% يستخدمون الصحف الورقية وذلک لسهولة التعامل معها وامکانية البحث عن الموضوعات فى أکثر من صحفية والفورية فى استدعاء المعلومات ووجود وسائط متعددة والتفاعلية من خلال إبداء الرأى والتعليق والفورية فى تصحيح الخطأ، بما يعنى ان الشفافية قدرا محتوما وخيارا لا بديل عنه بالنسبه للجمهور ولکن يظل الأمر رهنا بالمؤسسات وادراتها وممارساتها وارداة العاملين بها فضلا عن البيئة المحيطة سياسا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا...بما تحمله من مقومات تدفع الشفافية قدما أو تعرقل مسيرتها.
أوضحت نتائج الدراسة ان الجمهور يتواصل ويتفاعل الکترونيا مع الکتاب والصحفيين عبر وسائل التواصل الاجتماعى ويقرأ التعليقات ويطلب معلومات ويبحث فى الروابط والوسائل المصاحبه للموضوعات من فيديوهات وصور کما يبحث فى الأرشيف ويشارک فى النقاش من خلال المنتديات ويراسل الجريدة  من خلال البريد الالکترونى وبمعدل مرتفع للغاية (68.5%) کما ان 50% من جمهور الصحف يحرصون على الشکوى وعرض الرأى فيما يخص الشأن العام من خلال مراسلة الجريدة مرة واحدة على الأقل للشکوى العامة بينما الصحف لا تهتم بالرد عليهم بنسبة 69.1% رغم توافر أدوات التواصل المتعددة والمتطورة تکنولوجيا.

الكلمات الرئيسية