صورة نموذج القدوة في أغلفة مجلات الأطفال العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة.

المستخلص

تتحدد مشکلة الدراسة في تساؤل رئيس: ما مکونات ومعالم صورة نموذج القدوة في غلاف مجلات الأطفال المصرية (مجلة علاء الدين) والإماراتية (مجلة ماجد) خلال الفترة من يناير2017 إلى أبريل 2018،  وذلک من خلال دراسة عدد من المتغيرات، وهي: کيفية تناول نموذج القدوة في أغلفة المجلات، والرموز اللغوية وغير اللغوية المستخدمة لوصف نموذج القدوة، والصفات والسمات الشکلية وأيضًا الأدوار الخاصة بنموذج القدوة، باستخدام أداة التحليل السيميولوجي لتفسير المعاني والدلالات المباشرة وغير المباشرة للرموز، وأساليب الإقناع والقيم والتأثير والدعاية المستخدمة في تقديم نموذج القدوة في أغلفة مجلات الأطفال محل الدراسة.
اهم النتائج:
من خلال العرض نجد أن أغلفة مجلة: "علاء الدين" خلال فترة الدراسة لم توظف الأساليب العقلانية في تقديم صورة نموذج القدوة للأطفال، بل اعتمدت کلياً على الأساليب العاطفية مما يؤثر على الجوانب الخاصة بالتفکير المنطقي والنقدي والتي يجب تعليمها للأطفال من خلال مخاطبة عقولهم.
أما أغلفة مجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة فقد وظفت کلاً من الأساليب المنطقية والعاطفية في تقديم صورة نموذج القدوة للأطفال، ومن أبرز الأساليب المنطقية: الأحداث التاريخية، ووسائل التکنولوجيا الحديثة. وبالنسبة للأساليب العاطفية، فکان أبرزها الرموز الإسلامية، والإثارة الدينية، والشعارات.
وأخفقت مجلتا: "علاء الدين" و"ماجد" خلال فترة الدراسة في توظيف سيميائية الرموز الخرافية، مما يکرس التفکير الخرافي البعيد عن الواقعية.
أما القيم التي تبناها نموذج القدوة في أغلفة مجلة: "علاء الدين"  ومجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة، فقد تنوعت ما بين قيم إيجابية وأخرى سلبية، ووصلت نسبة القيم الإيجابية بمجلة: "علاء الدين"  إلى 90%، ومن هذه القيم: الترابط الاسري، والرفق بالحيوان، وإدخال الفرح على قلوب الأطفال. أما القيم السلبية فکان أبرزها التهور في السلوک في مجلة: "علاء الدين".
في حين بلغت نسبة القيم الإيجابية بمجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة إلى 98%، ومن هذه القيم: الاعتزاز بالهوية الوطنية والإسلامية، وحب الطبيعة، والفداء والتضحية، والجدية في العمل.
ففي الوقت الذي لم تبرز فيه مجلة: "علاء الدين" قيمة الهوية الوطنية، حرص غلاف مجلة: "ماجد" على التأکيد على الهوية الوطنية والإسلامية للمجلة؛ لما لذلک من آثار تنعکس على الفرد والمجتمع والوطن بشکل عام، تتمثل في: قوة النسيج الاجتماعي، ونهضة في العلم والمعرفة، وقوة في الاقتصاد، واستغلال جيد للعقول المبدعة، وتطوير دائم وبناء للوطن، ولحوق برکب الحضارة، بل ريادة في مصاف الأمم، لا سيما متى قام الکل الوطني بواجباته خير قيام.
واتفقت المجلتان محل الدراسة في إبراز قيمة الرفق بالحيوان إلا أن مجلة: "ماجد" سلطت الضوء على البيئة الجغرافية التي يظهر فيها نموذج القدوة، کالبيئة الزراعية، والتي تظهر دائما عندما تصاحب الحيوانات نموذج القدوة على الغلاف، بما يدل على الاهتمام بالحيوانات ووضعها في مکان يتماشى مع بيئتها الحقيقية، مما يبرز أهمية مراعاة حقوق الحيوان.
وتنوعت أدوار نموذج القدوة المقدمة عبر أغلفة مجلة: "علاء الدين" ومجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة، فمنها أدوار إيجابية وأخرى سلبية، ومن الأدوار الإيجابية بمجلة: "علاء الدين": دور الأب المحب لأسرته، ودور الصديق. أما الأدوار الإيجابية بمجلة: "ماجد" فکان أبرزها الاعتزاز بجيش البلاد، والاحتفاء بالأعياد الإسلامية.
أما الأدوار السلبية لنموذج القدوة التي استنکرها غلاف مجلة: "علاء الدين" فکان أبرزها المجازفة غير المحسوبة. والأبطال خارقوا القوة بمجلة "ماجد"، مما يکرس انتظار الحلول الخارقة.
وعن سيميائية الملابس التي يرتديها نموذج القدوة، فقد جاءت معظم الملابس بسيطة تناسب الطبقة الوسطى في المجتمع في أغلفة مجلة: "علاء الدين" خلال فترة الدراسة، والتي تعتبر صمام أمان وعامل استقرار في أي مجتمع. وألقت أغلفة مجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة الضوء على زي القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى الزي الرسمي للدولة، مما يعکس الاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة الإمارات بالإضافة إلى الاعتزاز بجيش البلاد الذي يدافع عنها، ويقدم روحه فداء لها.
وأخفقت کل من أغلفة مجلة: "علاء الدين"، ومجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة في إبراز الأبطال في رداء ذي إمکانيات خارقة تفوق مثيلاتها لدى بقية البشر، مما يکرس التفکير الخرافي.
وتمثلت أسباب اختيار نموذج القدوة في أغلفة مجلة: "علاء الدين" وعلاقته بحياة المجتمع المعاصر خلال فترة الدراسة في: تعليم الأطفال خطر التهور والمجازفة غير المحسوبة، وإبراز أهمية الأسرة کنواة للمجتمع، والترکيز على أهمية الضحک والمرح بالنسبة للجميع خاصة الأطفال، بالإضافة إلى لفت انتباه الأطفال لأهمية الرفق بالحيوان.
أما أغلفة مجلة: "ماجد" فتحددت أسباب اختيار نموذج القدوة في علاقته بحياة المجتمع المعاصر في: التأکيد على أهمية الهوية الوطنية، وکذلک إبراز الهوية الإسلامية، وإلقاء الضوء على أهمية الأخذ بوسائل التکنولوجيا الحديثة، واحترام قيم الصداقة والجدية، والمثابرة، والعمل في فريق، والاحتفاء بمختلف المناسبات الدينية.
وتتحدد التأثيرات التي أحدثتهانماذج القدوة في أغلفة مجلة: "علاء الدين" والوظيفة التي قامت بها وقت نشرها، في: نشر الوعي بأهمية التفکير، والتأني قبل اتخاذ القرارات، وحساب الامکانيات المتاحة قبل أن تخطو بأي خطوة، وتسليط الضوء على أهمية قيمة الصداقة، وإبراز قيمة إدخال البهجة على نفوس الأطفال، بالإضافة إلى التاثير الايجابي للأسرة المترابطة على نمو الطفل العقلي والنفسي والجسدي.
بينما أحدثت نماذج القدوة في أغلفة مجلة: "ماجد" خلال فترة الدراسة مجموعة من التأثيرات، أبرزها: الاحتفاء باليوم الوطني الـــ 46 لدولة الإمارات وکذلک يوم الشهيد، وحث الأطفال على الخيال، ونشر أجواء السعادة والبهجة احتفالاً بمخلتف المناسبات الدينية، وغرس قيم التضحية والفداء وطاعة الوالدين لدى الأطفال، وتثقيف الأطفال اجتماعياً ودينياً وروحياً بتقوية الوازع الديني لديهم، بالإضافة إلى تعليم الأطفال قيم الانضباط والنظام وإدارة الوقت من النحل، وکذلک ممارستهم للأنشطة الرياضية ومشاهدة المناظر الطبيعية التي تساعد على الصفاء الذهني.

الكلمات الرئيسية