اتجاهات الصحفيين المصريين نحو توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي والتفاعل مع الجمهور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بکلية الإعلام- جامعة القاهرة

المستخلص

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد قناة توزيع جديدة لوسائل الإعلام حيث يستخدم الصحفيون مواقع التواصل الاجتماعي لأکثر من مجرد نشر الأخبار، فهم يقومون بجمع المعلومات والحصول على تنبيهات بشأن الأحداث التي تدخل في نطاق اهتمامهم، کما يقوم الصحفيون بالتحليل والمشارکة في الحوار مع الجمهور، ولکن الرغم من هذه الاستخدامات ومن کون نشاط الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشکل إيجابي على حرکة مرور المستخدمين على المواقع الإخبارية إلا أنه يکلف الصحفيون الکثير من الوقت، کما أن محدودية أدوات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ما يتعلق بالخصوصية والمعلومات غير الجديرة بالثقة قد تقوض رغبة الصحفيين في المشارکة في مواقع التواصل الاجتماعي لذا تتحدد مشکلة الدراسة في: التعرف على اتجاهات الصحفيين المصريين نحو توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي سواء في الحصول على المعلومات او التواصل مع المصادر أو نشر الأخبار أو التفاعل مع الجمهور، ورصد مدى اندماج الصحفيين في هذا المجتمع الإلکتروني والاتجاه نحو استخدامه في الحوار مع الجمهور والمصادر المحتملة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتقييمهم لأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي وذلک بالتطبيق على الصحفيين في اليوم السابع وبوابة أخبار اليوم والدستور.
واستهدفت هذه الدراسة التعرف على اتجاهات الصحفيين المصريين نحو توظيف مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض متعلقة بالعمل الصحفي، والتعرف على الاستخدامات الفعلية وتقييم الصحفيين لمواقع التواصل الاجتماعي وکذلک التعرف على المزايا والفرص التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي للصحفيين وکذلک التأثيرات السلبية لهذه المواقع، ورصد اتجاهات الصحفيين نحو التفاعل مع الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأهمية هذا التفاعل ومدى تعبير الصحفيين عن آرائهم في القضايا والأحداث على صفحاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضًا التعرف على القواعد التي تحکم استخدام الصحفيين لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلک بالتطبيق على عينة قوامها 150 صحفيًا في صحف اليوم السابع والدستور وبوابة أخبار اليوم، وقد توصلت الدراسة إلى أن معظم الصحفيين عينة الدراسة يرون أهمية مواقع التواصل الاجتماعي کأدوات لجمع المعلومات والوصول إلى المصادر وکأدوات لنشر الأخبار فقد أصبحت أداة هامة للوصول إلى المعلومات والتعرف على اتجاهات الأحداث المتداولة عليها وأيضًا کأداة لنشر الموضوعات الصحفية فهي أصبحت منفذًا مهمًا لتوزيع ونشر الأخبار، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه Powers و Vera (2017)] و Santana و Hopp (2016)]، وبالنسبة لتقييم الصحفيين لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي کأدوات للحصول على المعلومات ونشر الأخبار وفقًا لمتغير السن يتضح أن الفئة العمرية من 20 وحتى 29 عامًا هي الفئة العمرية الأکثر تقييمًا لمواقع التواصل الاجتماعي کأداة مهمة جدا في العمل الصحفي سواء في الحصول على المعلومات أو نشر الأخبار، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه عدد من الدراساتوالتي أکدت تأثير متغير السن على توجهات الصحفيين نحو تبني مواقع التواصل الاجتماعي کمبتکر واعتمادهم عليها في العمل الصحفي اليومي، فالصحفيين الأصغر سنًا هم الأکثر استخدمًا لمواقع التواصل الاجتماعي في جمع المعلومات بالمقارنة بزملائهم الأکبر سنًا، کما أوضحت نتائج الدراسة أن العدد الأکبر من الصحفيين وبنسبة بلغت 51.3% ينشرون موضوعاتهم الصحفية على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أحيانا، تلتها نسبة الصحفيين الذين ينشرون موضوعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشکل دائم حيث بلغت 40.7%.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أهم استخدامات الصحفيين لمواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي تتمثل في: التعرف على وجهات نظر مختلفة بشأن الأحداث والقضايا، التعرف على اتجاهات الأخبار (News trends).، توجيه الجمهور إلى موقع الصحيفة التي يعمل بها الصحفي، التفاعل مع الجمهور، البحث عن المعلومات، متابعة مصادر معينة.
وبالنسبة للفرص أو التأثيرات الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي فقد جاء في مقدمتها کون مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في الترويج للمؤسسات الصحفية وتعمل على خلق علامة تجارية معروفة لها لدى الجمهور، وکون مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في توسيع نطاق الوصول للجمهور والحصول على جمهور جديد، والتفاعل مع الجماهير وتيسير مشارکة الجمهور من خلال تشجيع مشارکات الجمهور، وکذلک کونها تساهم في الترويج للصحفيين، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج استطلاع للرأي أجري على الصحفيين الأمريکيين والذي أوضح أن 68% من الصحفيين الأمريکيين يصنفون مواقع التواصل الاجتماعي بأنها أداة مهمة جدا للتفاعل، ويرى 62% أنها مهمة جدا للنشر والترويج للمحتوى
أما فيما يتعلق بالتأثيرات السلبية أو مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي فقد جاء في مقدمتها نشر معلومات کاذبة وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة Backholm وآخرون (2017)[v] حيث يواجه الصحفيون تحديات متعلقة بفلترة المحتوى الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي وتقدير الثقة والقيمة الإخبارية لهذا المحتوى، وأيضا من بين مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي الإضرار بسمعة أو مصداقية المؤسسات الصحفية أو الصحفيين من خلال انتهاک معايير الموضوعية والنزاهة، فسعي المؤسسات الصحفية وراء الانتشار على هذه المواقع وزيادة نسب التفاعل من قبل الجمهور ربما أثر على جودة المنتج الصحفي أو نوعية الأخبار المقدمة في بعض الأحيان، کما أن الصحفيين يرون أن الجمهور يقدرون الصحفيين الذين يقومون بالتعليق على الأخبار والأحداث ولا يکتفون بمجرد النشر فقط.
وقد أکدت نتائج الدراسة أن استخدام الصحفيين لمواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي يؤثر على تقييم المؤسسة الصحفية لهم من وجهة نظر الصحفيين عينة الدراسة، وجاء في مقدمة هذه التأثيرات النظر للصحفيين الذين لا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في غرفة الأخبار على أنهم غير مواکبين للتطورات التکنولوجية، کم أکد الصحفيين اهتمام مؤسساتهم الصحفية بالتفاعل مع الجمهور ومشارکته في صنع المحتوى ويتفق هذا مع ذکره Hermida حيث اعتبر مواقع التواصل الاجتماعي شکلا من أشکال الصحافة التي تخلق نظامًا للتوعية يربط بين رصد الرأي العام ويعطي الفرصة للحوار مع الجمهور بشأن القضايا الهامة في المجتمع کجزء من العملية الصحفية، کما يرى الصحفيون أن تفاعلهم مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي يجعل الجمهور يشعرون بقرب الصحفي منه وکذلک يشعر بالثقة به.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن أقل من نصف أفراد عينة الدراسة هم من حصلوا على تدريب متعلق بکيفية توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي رغم أهمية هذه التدريب، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه Dimitrov (2014) من کون الکثير من الصحفيين لا يحصلون على التعليم والتدريب اللازمين لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تختلف هذه النتيجة مع ما توصلت إليه Powers و Vera (2017)] وYanfang (2017)]في دراساتهم والتي أشارت إلى أن المؤسسات الصحفية تسهل الإدارة من عملية تبني التکنولوجيا وذلک من خلال تدريب الصحفيين على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي، کما کشفت نتائج الدراسة عن وجود مشکلة متعلقة بالتواصل بين الإدارة والصحفيين حيث اتضح أن عددًا ليس بالقليل في المؤسسات الثلاث لا يعرفون معلومة حول وجود دليل إرشادي يحکم استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أن المقابلات المفتوحة التي أجرتها الباحثة مع أحد القيادات في کل مؤسسة من مؤسسات الدراسة قد أوضحت وجود مجموعة من القواعد المتعلقة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الصحفي وهي قواعد مکتوبة في الدستور وأخبار اليوم وغير مکتوبة في اليوم السابع، وبالتالي فهؤلاء الصحفيون الذين لا يعلمون بوجود هذه القواعد لا يطبقونها مما يؤدي إلى حدوث بعض المشکلات المتعلقة بتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ما يتعلق بالتحقق من صحة المعلومات المتداولة على هذه المواقع، لذا نجد أحيانًا أخبارًا غير دقيقة أو يتبين لنا فيما بعد عدم صحتها نتيجة اعتماد بعض الصحفيين على معلومات مغلوطة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
 

الكلمات الرئيسية