الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث دکتوراه بقسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

مع زيادة حدة الاستقطاب وتصاعد الحرکات المناوئة لحکم جماعة الاخوان؛ ظهرت حرکة (تمرد) التي دعت في البداية إلى إجراء انتخابات رئاسية مبکرة، ثم تصاعدت مطالبها لإسقاط النظام ، وهو ما استدعى الجماعة والأحزاب والحرکات السياسية الداعمة لها أن تواجه ذلک، وفي ظل هذه الحالة وظّف کل جانب مجموعة من الشعارات المعبّرة عن توجهاته والمحفّزة لأنصاره للاستماتة في الدفاع عن موقفه، حتى حسم مشهد الثلاثين من يونيو 2013 وما تبعه الموقف، لکنه لم ينهي حالة الاستقطاب.
ومن جانبها، لم تقم جماعة الاخوان بتهدئة الشباب الثائر والذي عبّر عن الشعارات التي تجسّد الظرف السياسي الذي يمر به، فقام بإنتاج العديد من الشعارات التي تحض على العنف مثل (کل ما عدا الرصاص فهو سلمي)، و(السلمية المبدعة) و(تقرّب إلى الله بقتلهم) وغيرها من الشعارات . وعلى الجانب الآخر، قامت الحرکات والجماعات المؤيدة لعزل الرئيس، والمعارضة لجماعة الاخوان، بتوظيف الشعار السياسي لمواجهة الجماعة وحشد وتعبئة الجماهير لدعم السلطة السياسية الانتقالية وتنفيذ مراحل خارطة المستقبل، فيما أطلق عليه (حرب الشعارات).
وقد تنوعت مرجعيّات البحوث التي تصدت لدراسة هذه الشعارات، ما بين دراسات تهتم بالتحليل السياسي للشعار، ودراسات ثانية تهتم بالتحليل اللغوي للشعار، ودراسات ثالثة تهتم بالتحليل الإعلامي للشعار. قد أظهرت الدراسات والبحوث السابقة قلة في الدراسات والبحوث الإعلامية التي انصب کامل اهتمامها على تحليل الشعارات السياسية التي تقدمها هذه المواقع وعلاقتها باتجاهات الجمهور في الأحداث التي مرت بها الدولة المصرية منذ يناير2011 وحتى الآن. وفي ظل أهمية هذه الشعارات وضرورة تحليل ما تحمله من مضامين ودلالات کامنة ووسائل تأطير داخل بنية المواقع الاجتماعية وتأثيراتها على الجمهور؛ تحددت مشکلة الدراسة في رصد وتحليل الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية والمضامين التي تحملها وکيفية تأطير هذه الشعارات ووسائل تقديمها في ضوء فروض نظرية التأطير
اهم النتائج 
توضح الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، في أحداث الخامس والعشرين من يناير أو في أحداث الثلاثين من يونيو، الدور الذي مارسته عملية التأطير من جانب مُنتجي الشعارات السياسية، حيث عمُد مُنتجي هذه الشعارات إلى ممارسة التأطير لهذه الأحداث من خلال أساليب صياغة الشعارات السياسية التي تؤطّر للأحداث بقوالب وأنماط فکرية محددة يمکنها أن تحقق التأثير في الجماهير بما يحقق أهداف مُنتجي الشعارات أو يدعم مصالحهم. وقد تم تأطير الشعارات السياسية في الخامس والعشرين من يناير من خلال إطار الثورة، إطار الصراع، إطار العدالة الاجتماعية، إطار التطهير، إطار المصالحة، إطار الديمقراطية، إطار الدولة المدنية، إطار الوحدة، إطار الانتماء، إطار الشهداء، إطار بنات مصر، إطار ضباط 8 أبريل، إطار العسکر، إطار الإخوان والسلفيين، إطار الأسباب السياسية والاقتصادية للثورة، إطار إعادة إنتاج النظام السابق، إطار الانتهاکات بحق الثوار. 
        في حين تم تأطير الشعارات السياسية في الثلاثين من يونيومن خلال إطار الانقلاب العسکري، إطار الشرعية، إطار الثورة، إطار الجهاد، إطار الإرهاب، إطار السلمية، إطار الحرائر، إطار الطلاب، إطار الرئيس، إطار المشير، إطار العسکر، إطار الداخلية، إطار الظلم الاجتماعي، إطار مقاطعة الاستفتاء على الدستور، إطار التدهور الاقتصادي، إطار تدهور الشئون السيناوية.
        وتنوعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأداءها في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية الحشد تلاها التحريض ثم الرفض فالتعاطف. کما تنوّعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأداءها في أحداث الثلاثين من يونيو، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية التحريض تلاها التعاطف ثم النقد فالتعاطف.
        کما تنوعت الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأنماط الأيديولوجيةالشعار غير الأيديولوجي تلاه الشعار الإسلامي ثم الشعار الليبرالي وأخيراً الشعار اليساري. وقد جاء في مقدمة الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الثلاثين من يونيوالشعار الإسلامي تلاه الشعار الليبرالي ثم الشعار غير الأيديولوجي وأخيراً الشعار اليساري.
 


 


 

الكلمات الرئيسية