التوجهات المهنية للقائمين بالاتصال نحو ضوابط النشر الصحفي الإلکترونى في مصر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بکلية الإعلام - جامعة أکتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)

المستخلص

  يواجه النشر الصحفى الالکترونى فى مصر العديد من التحديات القانونية والمهنية والأخلاقية، خاصةً فى ظل عدم وجود تنظيم قانونى شامل يُنظِّم العمل الصحفى الالکترونى وغلبة قيم الإثارة والسبق الصحفى على القيم المهنية وأخلاقيات العمل الصحفى. فى ضوء ذلک تتبلور المشکلة البحثية للدراسة فى رصد التوجهات المهنية للقائمين بالاتصال نحو الضوابط القانونية والمعايير المهنية والأخلاقية التى تحکم النشر الصحفى الالکترونى والتعرف على مقترحاتهم للتغلب على التحديات والمعوقات التى تواجه النشر الصحفى الالکترونى فى مصر.
 أهم نتائج الدراسة :
1-  أظهرت نتائج الدراسة مدى وعى القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية بخطورة ترويج الشائعات ونشر الأخبار الکاذبة التى من شأنها تهديد الأمن والإضرار بمصالح المجتمع، حيث جاءت فى مقدمة الضوابط القانونية التى تحکم النشر الصحفى الالکترونى، وهو مانصت عليه العديد من القوانين والتشريعات المصرية، ومنها المادة 188 من قانون العقوبات المصرى رقم 58 لسنة 1937 وتعديلاته بالقانون رقم 95 لسنة 2003، والمادة 18 من قانون تنظيم الصحافة رقم 96 لسنة 1996، والمادة رقم 35 من قانون مکافحة الإرهاب الصادر فى 15 أغسطس 2015.
2-  توصلت نتائج الدراسة إلى أن القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية يلتزمون بالضوابط القانونية التى تحکم النشر الصحفى الالکترونى بنسبة 60% وبدرجات متفاوتة، وکان لسنوات الخبرة فى العمل الصحفى والدورات التدريبية التى يتم تنظيمها للصحفيين حول تشريعات وقوانين الصحافة تأثير فى مدى التزام عينة الدراسة بالضوابط القانونية التى تحکم النشر الصحفى.
3-  يرى القائمون بالاتصال أن الالتزام بالموضوعية عند نشر الأخبار والمعلومات من أهم القواعد والمعايير المهنية التى يجب أن يلتزم بها الصحفيين فى مجال النشر الصحفى الالکترونى، والتأکد من صحة المعلومات الواردة فى الخبر والحياد التام فى نقل الخبر دون التدخل بالحذف أو الإضافة على نحوٍ يؤدى إلى تغيير فى صياغته أو معناه، والتوازن فى عرض وجهات النظر، والبحث عن الحقائق ونشرها دون التأثر بالآراء ووجهات النظر الشخصية، وهى من الممارسات الصحفية الجيدة التى تقع ضمن مبادئ الموضوعية الصحفية.
4-  توصلت نتائج الدراسة إلى أن القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية يلتزمون بالقواعد والمعايير المهنية المُنظمة للعمل الصحفى بنسبة 65.4% وبدرجات متفاوتة، مع عدم وجود تأثير للمتغيرات التالية ( المؤهل الدراسى، وسنوات الخبرة، والاشتراک فى عضوية نقابة الصحفيين، والدورات التدريبية حول المعايير المهنية للعمل الصحفى) فى درجة التزام الصحفى بالقواعد والمعايير المُنظمة للعمل الصحفى، والذى قد يرجع إلى الرقابة الذاتية للصحفى النابعة من الضمير الصحفى، والإيمان بأهداف ورسالة الصحافة فى خدمة الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى إمکانية اکتساب القيم المهنية من خلال نقل الخبرات المهنية من القيادات الصحفية وزملاء العمل فى ضوء السياسة التحريرية للصحيفة.
5-  يؤيد 90% من القائمين بالاتصال نشر المحتوى الصحفى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وجاء موقع الفيس بوک أفضل مواقع التواصل الاجتماعى لنشر المحتوى الصحفى بنسبة 91.1%، ومن أهم أسباب تفضيل عينة الدراسة لموقع الفيس بوک ازدياد أعداد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى من مختلف الفئات العمرية، وسرعة انتشارها، وسهولة نشر الأخبار وتداول المعلومات بين جمهور القراء.
6-  رفض 10% من القائمين بالاتصال نشر المحتوى الصحفى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وکان من أهم أسباب رفضهم أن المحتوى الصحفى يفقد قيمته عند نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى عدم وجود قوانين وتشريعات تنظم النشر الصحفى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلاَ أنه فى ظل ارتفاع أسعار الورق والأحبار ومستلزمات إنتاج وطباعة الصحف الورقية من ناحية، وتزايد أعداد مستخدمى شبکة المعلومات الدولية ورواد مواقع التواصل الاجتماعى من ناحية أخرى، سيکون له الأثر فى تبنى هذه الصحف النشر الصحفى الالکترونى، أما عن تشريعات وقوانين النشر الصحفى الالکترونى فرغم صدور القانون رقم 92 لسنة 2016 الخاص بالتنظيم المؤسسى للصحافة والإعلام بالإضافة إلى قانون العقوبات المصرى رقم 58 لسنة 1937 وتعديلاته بالقانون رقم 95 لسنة 2003، وقانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003، وقانون مکافحة الإرهاب الصادر فى 15 أغسطس 2015، إلاّ أننا مازلنا فى حاجة إلى قانون خاص ينظم النشر الصحفى الالکترونى عبر شبکة المعلومات الدولية.
7-  يرى القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية أن "وجود رقابة داخلية من مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية (64.7%)"، و "الاستعانة بمندوبى ومراسلى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية فى التأکد من صحة الموضوعات الصحفية التى يرسلها القراء (58.7%)" من أهم ضوابط الاعتماد على مشارکات القراء فى النشر الصحفى الالکترونى. وهو ما يؤکد عليه الباحث من ضرورة وجود رقابة على مشارکات القراء بالتعليق أو بالتعديل أو بالمشارکة فى صياغة المضامين الصحفية المنشورة عبر شبکة المعلومات الدولية، سواء کانت هذه الرقابة عن طريق أحد الصحفيين العاملين بالموقع الصحفى أو الإخبارى (رقابة داخلية) أو عن طريق برامج رقابية الکترونية متخصصة.
8-  يرى القائمين بالاتصال أن "دقة وصدق المادة الصحفية المنشورة (86.7%)" و "السرعة والفورية فى نقل الأخبار (58%)" من أهم السمات التى تُميز النشر الصحفى الالکترونى على شبکة المعلومات الدولية، إلاَ أن الباحث يرى أنه فى ظل حرص القائمون بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية على السرعة والفورية فى نقل الأخبار إلى الجمهور، قد لا تکون هناک فرصة کافية للتأکد من مدى دقة وصدق المادة الصحفية المنشورة والتأکد من صحتها من أکثر من مصدر، أو إسناد الأخبار والمعلومات إلى مصادرها الأساسية، وفى هذه الحالة تفقد مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية مصداقيتها لدى الجمهور.
9-  يؤيد 54.3% من أفراد عينة الدراسة إطلاق حرية الصحفى فى نشر المواد الصحفية على شبکة المعلومات الدولية بدون أية قيود، ومن أهم أسباب تأييدهم أنه يُعد تدعيم للحق فى المعرفة، وأنه يُمثل إعلاماً بديلاً يتغلب على مشاکل الإعلام التقليدى، بالإضافة إلى حرية الرأى والتعبير دون وجود رقابة.
10- يرفض 45.3% من أفراد عينة الدراسة إطلاق حرية الصحفى فى نشر المواد الصحفية على شبکة المعلومات الدولية بدون أية قيود، ومن أهم أسباب رفضهم أن هذه الحرية المطلقة قد تساعد على ترويج الشائعات عن طريق نشر معلومات غير صحيحة من شأنها تکدير السلم العام وإحداث الفوضى فى المجتمع، وعدم التأکد من مصادر المعلومات والبيانات مما يساعد على فقدان مصداقيتها لدى الجمهور، بالإضافة إلى عدم وجود برامج رقابية تراعى أخلاقيات المهنة والآداب العامة.
11- يرى القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية أن "عدم وضوح السياسة التحريرية" من أهم التحديات التى تواجه النشر الصحفى الالکترونى، إلاً أن القائمون بالاتصال فى المواقع الإخبارية يواجهون تحديات أکبر من تلک التى يواجهها القائمين بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية ، وقد يرجع ذلک إلى أن المواقع الإخبارية تفتقد إلى حد ما إلى وجود قيادات وخبرات صحفية بها، وهيئة تحرير وهيکل إدارى وتنظيمى متکامل، مما أثَّر سلباً على السياسة التحريرية للمواقع الإخبارية التى اتسمت بالغموض أحياناً وفقدان التوازن وعدم الثبات أحياناً أخرى، على عکس مواقع الصحف الالکترونية  الصادرة عن أصل ورقى مطبوع، التى تمتاز بوجود العديد من الخبرات والقيادات الصحفية، وهيکل إدارى وتنظيمى وهيئة تحرير متکاملة أرست قواعد ومعايير مهنية عبر سنوات طويلة من العمل الصحفى.
12- يرى القائمون بالاتصال فى مواقع الصحف الالکترونية والمواقع الإخبارية أن هناک عدداً من المعوقات التى تَحُول دون ضبط النشر الصحفى الالکترونى فى مصر أهمها صعوبة توحيد الجهود والتعاون المشترک بين أکثر من جهة فى ضبط استخدام شبکة المعلومات الدولية، مثل الجهات التشريعية والتنفيذية ووزارة الاتصالات والهيئة الوطنية للصحافة.......الخ، مما أسفر عن صعوبة سن وتطبيق التشريعات القانونية الخاصة بالنشر الصحفى الالکترونى على شبکة المعلومات الدولية.  

الكلمات الرئيسية