أطر المعالجة الخبرية لأزمة الطائرة المصرية المنکوبة في المواقع الصحفية المصرية والفرنسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بأکاديمية أخبار اليوم

المستخلص

تتناول هذه الدراسة معالجة الصحافة المصرية والفرنسية في فترة زمنية شهدت تفاعلات کثيرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث شغلت أزمة (الطائرة المنکوبة) حيزًا کبيرًا من التغطية الصحفية بالصحف المصرية والفرنسية؛ وذلک لأهمية تلک الأزمة للطرفين، ولا سيما مواقع الإنترنت التي أدت دورًا محوريًا في تغطية هذه الأزمة إعلاميًا، إذ يعد الإعلام مصدرًا أساسيًا لاستقاء المعلومات حول مجريات الأحداث وتطوراتها.
    اعتمد تحديد مشکلة الدراسة على تزايد اهتمام العالم بأزمة (الطائرة المصرية المنکوبة) خاصة بعد التأکد من فقدانها ووفاة جميع من فيها، ومعالجة تلک الأزمة إخباريًا بالمواقع الإخبارية، وکثافة المعالجة في المواقع المصرية (حيث إن الطائرة تابعة لشرکة مصر للطيران) والمواقع الفرنسية (حيث البلد الذي أقلعت منه الطائرة)، وأصبحت حديث المواطن العادي لفترة طويلة، وبالتالي کان من المهم التعرف على طبيعة المعالجة الخبرية والأطر المستخدمة للأزمات من الجانب المصري والفرنسي في أزمة هما طرفاها، لمقارنة اتجاه المعالجة الخبرية التي تتخذها الدول المعنية وتقييم أداء هذه المواقع.
وتتحدد مشکلة الدراسة في رصد وتحليل المعالجة الخبرية في مواقع الدراسة المصرية والفرنسية بشأن أزمة (الطائرة المصرية المنکوبة) والتعرف على الأطر الخبرية، والوقوف على الفروق في المعالجة الخبرية لمواقع الدراسة المصرية والفرنسية، وکذلک توصيف أطر إنتاج الخطاب الإخباري في واحدة من أبرز الأزمات ذات الأبعاد الجغرافية والسياسية عبر تحليل الأطر الخبرية وتطبيقه على النص الخبري، والاهتمام بالمقارنة بين صحف متباينة، وبالتالي يبرز تأثير السياق الاجتماعي والسياسي والمرجعية الفکرية لکل دولة على الإطار المستخدم في المواقع التابعة لها بما يُقدم رؤية مقارنة لإنتاج المحتوى في هذه الصحف المتباينة ثقافيًا وسياسيًا وقت الأزمات، وذلک عبر توظيف الأساليب الکيفية والکمية في اختبار تلک المتغيرات.
اهم نتائج الدراسة: 
1-      إن المعالجة الخبرية لأزمة (الطائرة المصرية المنکوبة) تنقسم إلى عدة مراحل، وتختلف بمرور الوقت وتتأثر بقدر الاهتمام الإعلامي بالأزمة منذ بدايتها مرورًا بجميع مراحلها ووصولًا لمرحلة ما بعد الأزمة، وفي جميع الأحوال فإن دور الإعلام – الذي تُعد المواقع الصحفية أحد روافده- أثناء الأزمات يکتسب أهمية نسبية، ويرجع ذلک لحاجة القارئ لإمداده بالأخبار باستمرار، وبذلک فإن الظرف الاستثنائي للأزمة يستلزم بالتبعية استثناءً في المعالجة والتغطية.
 2-      فيما يتعلق باهتمام المواقع محل الدراسة بأزمة الطائرة المصرية المنکوبة، فقد جاء موقع (اليوم السابع) على رأس المواقع محل الدراسة من حيث کثافة التغطية، ويرجع ذلک إلى اهتمام موقع (اليوم السابع) بالتحديث الفوري للأخبار ونشرها على الموقع أولًا بأول، وبالتالي أدى ذلک إلى نشر عدد کبير من الأخبار على الموقع، ثم يأتي موقع (الأهرام) في المرتبة الثانية بعد موقع (اليوم السابع) في کثافة تغطية الأزمة ويرجع السبب في ذلک إلى زيادة الاهتمام النسبي للمواقع المصرية بمعالجة الأزمة مقارنة بالمواقع الفرنسية، ثم جاءت بعدهما المواقع الفرنسية محل الدراسة (Lebration) و (Le monde) بفارق موضوعين صحفيين لصالح موقع (Le monde) ويعد ذلک تفاوتا بسيطا فيما بينهما.
 3-      على مستوى المواقع الصحفية محل الدراسة تتسم التغطية الإخبارية إلى حد کبير بأنها تندرج تحت بند المتابعة للوقوف على آخر الأحداث والتطورات، مثل: الوقوف على أسباب سقوط الطائرة وردود الفعل المصرية والفرنسية، ولکن افتقرت التغطية في مواقع الدراسة إلى التحليل والتفسير وتقديم الخلفيات وربط الأحداث اللازم وقت الأزمات، فأدت التغطية الدور الإخباري وغفلت الدور التفسيري والإرشادي والتوجيهي.
 4-      فيما يخص مصادر التغطية فإنه - باستثناء المرحلة الأولى"مرحلة ما قبل الأزمة"- نجد أن المواقع المصرية اعتمدت على الصحفي ذاته في حين اعتمدت المواقع الفرنسية على وکالة الأنباء الفرنسية کمصدر أساسي للتغطية، ويرجع ذلک لاختلاف النطاق الجغرافي الذي وقعت فيه الأزمة بالنسبة لمواقع الدراسة المصرية منها والفرنسية، فنتيجة قرب الأزمة وأطرافها من المواقع المصرية جغرافيًا؛ فأدى إلى تمکين الموقع من إرسال الصحفي بالموقع للتغطية الفورية لمراحل الأزمة، فيما أدى البُعد الجغرافي للمواقع الفرنسية إلى اعتمادها على وکالات الأنباء في الأخبار التي تنشرها في الموقع.
5-      فيما يخص مصادر المادة الصحفية وعلاقتها بمعالجة الأزمة، فقد أدى ترکيز مواقع الدراسة على مصادر بعينها إلى تشابه المعلومات الواردة بشأن الأزمة في کثير من مراحلها، حيث کان الترکيز على مصدر (التصريحات الرسمية والحکومية) على رأس مصادر المعلومات؛ مما أدى إلى الترکيز على معلومات وأحداث معينة تصب في إطار جهود الدولة للإنقاذ ومتابعة سير التحقيقات في الأزمة.
 6-      اتسم الشکل الصحفي التحريري في التغطية الصحفية بغلبة الخبر القصير والمُفصل والتقرير الإخباري عن غيرها من الفنون التحريرية الأخرى، ويرجع ذلک إلى طبيعة الأزمة التي تحتاج إلى الوقوف على تطوراتها ومجرياتها باستمرار، علاوة على طبيعة عينة الدراسة التي تنتمي للمواقع الصحفية الإخبارية؛ مما يستلزم التحديث الفوري لتطورات الأزمة، والذي يتحقق من خلال الأشکال الصحفية الإخبارية.
 7-      تنوعت العناصر الصحفية المصاحبة للموضوعات التي عالجت الأزمة؛ فغلب على المواقع الفرنسية استخدام الصور الموضوعية، في حين لم يستخدم موقع (الأهرام) صورًا في معظم موضوعاته، واستعان موقع (اليوم السابع) بالصور الأرشيفية بشکل موسع، ويُلاحظ أن مواقع الدراسة لم تستفد من استخدام العناصر الصحفية المفترض استخدامها في المواقع الصحفية من نصوص فائقة وخرائط تفاعلية؛ مما يؤکد على ضعف اهتمام المواقع محل الدراسة باستخدام تقنيات المواقع، وتطبيقها في معالجة الأزمة.
 8-      اهتمت المواقع الصحفية محل الدراسة بتغطية الأزمة وأبعادها على مرحلتين فقط، هما مرحلة نشر المعلومات في بداية اندلاع الأزمة، ومرحلة تحليل وتفسير المعلومات والبحث عن أسباب الأزمة، وأغفلت المواقع المرحلة الوقائية التوجيهية، وهي مرحلة ما بعد الأزمة حيث لم تقدم طرق الوقاية وأسلوب التعامل مع أزمات متشابهة.
 9-      هناک کثير من العوامل التي تؤثر على معالجة المواقع الصحفية للأزمات، منها طبيعة النظام السياسي ونمط الملکية والأيديولوجيات السائدة في الموقع، والعلاقة  مع السلطة السياسية والقيم الثقافية السائدة في المجتمع وطبيعة الجمهور الذي يتجه إليه الموقع، کما أن هناک عوامل خاصة بطبيعة الحدث أو الأزمة والأطراف الفاعلة فيها ومدى القرب أو البعد بالنسبة للدولة التى توجد فيها الصحيفة ومدى حساسية موضوع الأزمة.

الكلمات الرئيسية