اعتماد الجمهور الکويتي على شبکات التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات حول القضايا السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراه بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

نظراً لما تلعبه شبکات التواصل الاجتماعي من دور کبير في تشکيل معارف ووعي الجمهور بأطيافه المختلفة ، وما تقوم به من إثراء معلومات وأفکار الأفراد من خلال ما تتميز به أدواتها الاتصالية وإمکانياتها التي تسمح لمستخدميها بالمشارکة في المعلومات والبيانات والوثائق والملفات الصوتية والمرئية ، الأمر الذي جعلها منافسة للعديد من الوسائل الاتصالية الأخرى، فقد ظهر الاتجاه البحثي نحو الاهتمام بما تقدمه هذه الشبکات ، ومدى إمکانية اعتماد الجمهورعليها وما تحمله من مضامين کمصدر للمعلومات حول القضايا المختلفة وخصوصاً السياسية منها .
وبناءً على ما سبق يمکن تحديد صياغة مشکلة الدراسة في التعرف على مدى اعتماد الجمهور الکويتي على شبکات التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات حول القضايا السياسية .
نتائج الدراسة
أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة کبيرة من العينة 69%  تتعرض لشبکات التواصل الاجتماعي، وأن نسبة کبيرة من العينة 74%  تتعرض يومياً لهذه الشبکات ، وأن 43% من المبحوثين يقضون ساعة إلى ساعتين في کل مرة يستخدمون فيها الشبکة ، مما يشير إلى تعاظم دور شبکات التواصل الاجتماعي في حياة الأفراد ، وترى الباحثة أن ذلک قد يعود إلى انخفاض أسعار خدمات شبکة الانترنت  و وارتفاع نسبة انتشارها التي تبلغ 85% ، فضلاً عن ارتفاع نسبة انتشار الهواتف النقالة التي بلغت 140% التي تساهم في زيادة استخدام شبکات التواصل الاجتماعي.
وأشار 71.5%   من المبحوثون في نتائج الدراسة أن من أبرز الأسباب التي تدفعهم لاستخدام شبکات التواصل الاجتماعي أنها وسائل سريعة للحصول على کافة الأخبار ، بينما أشار 69% من المبحوثين أنها تمکنهم من التواصل مع الآخرين، في حين لا تفضل نسبة ضئيلة 7% من المبحوثين استخدام شبکات التواصل الاجتماعي ، ويرجع 4 % من المبحوثين الذين لا يفضلون استخدامها إلى أن معلوماتها غير دقيقة وأخبارها لا تتمتع بمصداقية ، وذلک يتفق مع نتائج الدراسات السابقة کدراسة بسام الشمري وأحمد صفر (2016) ودراسة أحمد فهمي (2016) و دراسة شفيقة العوضي (2015) و دراسة مجدي عبد الجواد الداغر(2015) ودراسة عماد الدين علي أحمد جابر(2015) و أحمد رفاعي (2014)، والتي خلصت إلى أن الحصول على المعلومات والأخبار من أبرز الدوافع التي تدفع العينة لاستخدام شبکات التواصل الاجتماعي ، وذلک باعتبارها وسائل سريعة للحصول على المعلومات .
وکشفت نتائج الدراسة أن شبکات التواصل الاجتماعي احتلت المرتبة الأولى في ترتيب المبحوثين لمصادر المعلومات حول القضايا السياسية بنسبة 54% ، يليها في المرتبة الثانية التطبيقات الإخبارية في الهواتف الذکية ، وجاء في المرتبة الثالثة المواقع الإخبارية الإلکترونية، ثم جاءت الصحف الإلکترونية في المرتبة الرابعة ، واحتل التلفزيون المرتبة الخامسة ، يليه الإذاعة في المرتبة السادسة ، ثم جاءت الصحف المطبوعة في المرتبة السابعة، وترى الباحثة أن ذلک يتفق مع ما توصلت إليه دراسة أحمد محمد فهمي(2016) من تفوق وسائل الإعلام الحديثة على وسائل الإعلام التقليدية في أنها أصبحت مصدراً يعتمد عليه للحصول على المعلومات ، کما تتفق نتيجة الدراسة مع ما توصلت إليه نتيجة دراسة الجهاز المرکزي لتکنولوجيا المعلومات في دولة الکويت(2016) من أن 92% من المبحوثين يستخدمون شبکات التواصل الاجتماعي للبحث عن الأخبار والمعلومات ، الأمرالذي يؤکد تعاظم دور شبکات التواصل الاجتماعي في إمداد الجمهور بالمعلومات .
وبينت نتائج الدراسة أن الانستغرام جاء في مقدمة شبکات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها أفراد العينة للحصول على المعلومات حول القضايا السياسية وبنسبة بلغت 72% من أفراد العينة الذين أشاروا إلى استخدامه بدرجة کبيرة للحصول على المعلومات حول القضايا السياسية، وجاء تويتر في المرتبة الثانية في استخدامه بدرجة کبيرة وبنسبة بلغت 62%، ثم جاء السناب شات في المرتبة الثالثة وبنسبة 33%.
ورأى المبحوثون أن توفر وسرعة الحصول على المعلومات حول آخر المستجدات  من أهم أسباب و دوافع تعرضهم للمعلومات حول القضايا السياسية على شبکات التواصل الاجتماعي، کما يرى 93% منهم أن أبرز مزايا شبکات التواصل الاجتماعي التي تدفع أفراد العينة للاعتماد عليها مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى توفر وسرعة الحصول على المعلومات حول آخر المستجدات ، بينما جاء نشر الشائعات والأکاذيب في مقدمة سلبيات شبکات التواصل الاجتماعي کما ذکر المبحوثين ، علاوة على ذلک أشار 82% من المبحوثين أن درجة الاعتماد على شبکات التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات حول القضايا السياسية  کبيرة ، وذلک يتفق مع نتائج دراسة أحمد محمد فهمي (2016) و نتائج دراسة عماد الدين علي أحمد جابر (2015) التي أشارت إلى أرتفاع نسبة الاعتماد على شبکات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات حول القضايا السياسية ، وترى الباحثة أن ذلک يعود إلى مزايا شبکات التواصل الاجتماعي في سرعة و توفر المعلومات.
ويعتمد المبحوثون على وسائل الإعلام الأخرى فالأصدقاء ثم الأسرة  کأهم وسائل اتصالية أخرى جنباً إلى جنب مع شبکات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات حول القضايا السياسية، کما ترى نسبة کبيرة من المبحوثين 82%  أن درجة فاعلية شبکات التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات حول القضايا السياسية کبيرة.
وأشار المبحوثون بنسبة بلغت 67%  أن شبکات التواصل الاجتماعي ساهمت في حصول أفراد العينة على المعلومات حول أبرز القضايا من خلال اطلاعهم على مستجدات القضايا السياسية أولاً بأول ، وأن المشارکة التي تشمل کل من الوثائق والمقاطع الصوتية والنص المکتوب ولقطات الفيديو تعد أهم الأدوات والأساليب التي تم توظيفها في طرح القضايا السياسية وبنسبة بلغت 89%،  کما رأى المبحوثون أن المشارکة بنصوص ولقطات فيديو وصور ومقاطع صوتية و إحصاءات وإعادة نشر ما يکتبه الآخرون جاء في مقدمة المشارکات وبنسبة بلغت 46%.

الكلمات الرئيسية