أطر معالجة موقعي (الأهرام الالکتروني والجزيرة نت) لقضية الانتخابات البرلمانية 2011

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإعلام الإلکتروني بکلية الإعلام وتکنولوجيا الاتصال - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

 
کانت الانتخابات البرلمانية 2011 هي ابرز انتخابات في تاريخ مصر المعاصر لما شهدته من زخم سياسي وإعلامي سواء علي المستوي الداخلي او الخارجي , فقد اتاحت للتيار الديني ان يشکل الاغلبية في مجلس النواب المصري بل وفي مجالس نواب عربية سارت علي الطريقة المصرية في تونس والمغرب والأردن وليبيا وغيرها , بل انها کانت مقدمة لأول مرة في تاريخ مصر لوجود اول رئيس جمهورية من داخل هذا التيار.
واعتمدت التيارات المتنافسة في هذه العملية الانتخابية علي وسائل الاعلام التقليدية والحديثة في الدعاية الانتخابية والتسويق السياسي لرموزها السياسيين وکسب المؤيدين لکل تيار بهدف خلق الشعبية في الاوساط الجماهيرية او دعم شعبيتها المتکونة في السابق وللهجوم علي التيارات الاخري لتقليل اسهمها لدي الجماهير.
أهم النتائج:
-      اتفقت نتائج الدراسة مع الفرضية الاساسية لنظرية الاطر الخبرية فقد اهتم کل موقع من موقعي الدراسة بالترکيز علي جوانب معينة في قضية الانتخابات واستبعاد جوانب اخري وفقا للسياسة التحريرية وتوجهاته الفکرية ودعمه وانحيازا ته لقوي فاعلة محددة في قضية الانتخابات دون اخري .
-      ولذا فإن موقع الاهرام الالکتروني قد اهتم بتاطير قضية الانتخابات في المرحلة التي سبقت بداية التصويت في اطار الطمأنة والتفاؤل حيث انها ستشکل مستقبل افضل لمصر الديموقراطية مؤکدا علي قدرة المجلس العسکري والشرطة علي ادارة العملية الانتخابية وتامين احداثها المختلفة والقدرة علي اتمامها بنجاح , هذا الي جانب ابراز دور الشعب المصري ووعيه بأهمية هذه العملية التي ستمثل نقطة تحول ايجابية في تاريخ مصر المعاصر بينما اهتم موقع "الجزيرة نت" بإبراز القضية في اطر التخويف و التشکيک في اتمام الانتخابات في موعدها بسبب عدم استعداد وجاهزية بعض الاحزاب والقوي الشبابية او من عودة الحزب الوطني ورموزه الي سدة العمل السياسي اذا ما نجحوا في الانتخابات عبر اسلحة المال والنفوذ والبلطجة او لعدم قدرة المجلس العسکري علي ادارتها.  
اما خلال الجولات الانتخابية الثلاثة کان القاسم الاعظم في تأطير الاهرام للقضية هو التأکيد علي ان الانتخابات تعد انجازا کبيرا وان الجيش والشرطة يقومان بواجبهما الوطني في حمايتها وتنظيمها وإدارتها هذا بجانب ابداء الخوف من وصول التيار الديني للحکم نظرا لما يمثله من تهديدات داخلية وخارجية للأمن القومي المصري او امکانية نشوء خلافات مستقبلية مع قوي کبري او اقليمية نتيجة اختلاف التوجهات السياسية والمرجعيات الفکرية والدينية.علي حين اهتم موقع "الجزيرة نت" بالتأکيد علي ضرورة تحول الدولة للحکم المدني مع الابراز المستمر لانتصارات التيار الديني في الدوائر الانتخابية المختلفة مؤکدا لأنهم محل احترام وقبول من جموع المصريين بجانب ابراز انهم جماعة عانت الويلات طوال حکم مبارک الذي استمر ثلاثين عاما وهدف موقع "الجزيرة نت" من هذه المعالجة خلق شعبية لهذا التيار في الشارع المصري ودعمه في کل جولة في مقابل الهجوم علي منافسيه السياسيين سواء رموز التيار المدني الذي وصفهم بعدم الشعبية وان شعبيتهم فقط عبر الفضائيات او رموز الحزب الوطني الذي وصفهم بالفساد او الشباب الذين وصفهم بالفوضى وعدم الخبرة السياسية واستمر الموقع في هذه المعالجة حتى طرح بعد فوزهم في الجولة الثالثة والأخيرة احقيتهم في تشکيل الوزارة بسبب فوزهم بغالبية مقاعد مجلس النواب.
کذلک فقد انعکست عملية التأطير في انواع المصادر الخبرية التي تم اعتماد الموقعين عليها في انتاج خطابه الخبري وإدارة المحتوي الخاص بالانتخابات  ولذا فقد اهتم الاهرام الالکتروني بإبراز اراء المصادر الرسمية خاصة المجلس العسکري والشرطة واللجنة العامة للانتخابات بينما اهتم الجزيرة نت بابراز المصادر الإخوانية في المقام الاول ثم المصادر السلفية وکذلک اراء مصادر امريکية مثل الرئيس الامريکي الاسبق جيمي کارتر ووزير الخارجية الامريکي والسفيرة الامريکية بالقاهرة الذين  اکدوا جميعا علي خطاب اعلامي وسياسي واحد وهو ان امريکا تستطيع التعامل مع حکومة يشکلها الاخوان وان الاخوان قادرون علي حل مشکلات مصر الاقتصادية والقضية الفلسطينية وذلک بعد زيارات لمقر الجماعة بالمقطم کذلک اعتمد الموقع علي المصادر الرسمية کلما دعت ضرورة الحدث الاخباري لذلک.
کما انعکس موقف الموقعين في اختيار المفردات والألفاظ المعبرة ففي الوقت الذي اهتم الاهرام الالکتروني بمفردات الامن والأمان و النجاح و الانتصار والديمقراطية والحرية والاستقرار السياسي لمصر نجد الجزيرة يهتم بألفاظ مغايرة مثل السلبيات والفساد والخروقات والفوضى وکذلک( الاخوان اضطهدوا – اصحاب شعبية – اصحاب مبادئ اخلاقية .. الخ ) ولذا فکل موقع قد وظف الالفاظ التي تتفق وتوجهاته في داخل الاطر التي يتبناها في المعالجة.
-      لعبت العوامل المؤثرة في الاطر الخبرية دورها في تأطير القضية  بالموقعين وتنظيم محتواها في سياقات تخدم التوجه الفکري لکل منهما ولذا برز تأثير  مدي الاستقلال السياسي لکل موقع عن سياسة الدولة التابع لها والإيديولوجية التي يتبناها کل منهما والقائمين بالاتصال فيهما  علي  اختيار الاطر التي يتم توظيفها وفي المصادر التي يتم الاستعانة بها والسمات والصفات التي ينسب لکل فاعل من القوي الفاعلة في هذه العملية وهو ما اوجد تباينا بين الموقعين في هذه المعالجة الخاصة بالانتخابات.
-          کشفت نتائج اختبارات الفروض الاحصائية عن وجود فروق دالة احصائيا بين موقعي الجزيرة نت والأهرام الالکتروني فيما يتعلق بأطر معالجة قضية الانتخابات البرلمانية والقوي الفاعلة في احداثها وهو ما يتسق مع نتائج التحليل الاحصائي الذي بين وجود اختلافات کمية وکيفية في اطر المعالجة بين الموقعين وهو ما جعل الدراسة تؤکد علي ثبوت الفرض العلمي الاول الذي افترض وجود فروق دالة بين الموقعين.
-      کما اظهرت النتائج ايضا وجود فروق دالة احصائيا في معالجة قضية الانتخابات خلال الجولات الانتخابية المختلفة داخل کل موقع من موقعي الدراسة وهو ما اکد ثبوت الفرض الثاني الخاص بموقع الاهرام الالکتروني والفرض الثالث المتعلق بموقع الجزيرة نت وان کان موقع الجزيرة اکثر تغييرا من موقع الاهرام في اطر معالجته للقضية في کل جولة انتخابية عن اخري وذلک وفقا لطبيعة کل جولة وما يطرأ فيها من احداث وما تتطلبه من تکنيکات تأطير مختلفة عن الجولة السابقة عليها.
-      ان الدراسة قد انتهت للتأکيد علي وجود توظيف للأطر الاعلامية في کل موقع سواء فيما يتعلق بالقضية او القوي الفاعلة فيها وذلک وفقا للسياسة الاعلامية والإيديولوجية السياسية وطبيعة المصادر التي تحدد خيارات کل موقع في طبيعة المعلومات التي يرغب في ابرازها ولذا ثبت وجود فروق دالة احصائيا بين الموقعين في أطر المعالجة والقوي الفاعلة فيها.
حدود الدراسة: ان هذه الدراسة لا تدعي الإلمام الکامل بکل جوانب التأطير واليات تطبيقها في القضايا السياسية والدعاية الانتخابية وان کان يحسب لها انها تصدت لجانب مهم منها وهو کيف انعکست التوجهات الايديولوجية للمواقع الالکترونية علي تاطير الانتخابات البرلمانية وهو ما يعد خطوة اساسية في دراسات التسويق السياسي للقوي والقضايا السياسية وبالتالي تفتح المجال لدراسات عديدة ترکز الدعاية السياسية وقت الاحداث المهمة وکذلک کيف تؤثر ايديولوجية المواقع الالکترونية في تأطير القضايا السياسية في الفضاء العام.

الكلمات الرئيسية