محددات تقديم الفاعلين فى التغطية الخبرية بالأزمات الدولية عام 2017 وتصورات طلاب الجامعة عنهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس المساعد بقسم الصحافة کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

 
بناءاً على الدراسات السابقة تقوم هذه الدراسة على رصد وتحليل وتفسير الشخصيات الرئيسية التى تقدمها صفحة الشئون الخارجية فى معالجة الأزمة الخليجية القطرية والأطر المعبرة عنها والأدوار المنسوبة لها واتجاه التغطية السلبى أو الإيجابى من هذه الشخصيات وفقًا للموضوع والقضية ومدى علاقة ذلک بالسياسات التحريرية. ودراسة العلاقة بين محددات تقديم الفاعلين فى الأزمة الخليجية القطرية بصفحة الشئون الخارجية وبين تصورات الجمهور عن هذه الأطر لرصد وتفسير حدود التقارب والتباين.
وفقًا لما سبق تتمثل المشکلة البحثية فى "رصد وتحليل وتفسير محددات تقديم الفاعلين فى الأزمة الخليجية القطرية بصفحة الشئون الخارجية وتصورات طلاب الجامعة عن هؤلاء الفاعلين".
يتضح حجم التباين فى الاهتمام بالأزمة داخل صحيفة المصرى اليوم عن صحيفة الأهرام. وتلعب هنا العوامل المرتبطة بالسياسة التحريرية والإمکانيات المادية دورًا فى التفسير. فإذا نظرنا إلى صحيفة الأهرام نجد أن کونها صحيفة قومية تعبر عن توجهات الدولة الرسمية وتعکس شبکة علاقتها وتفاعلاتها مع المجتمع الدولى، إضافة إلى حجم الإمکانيات المتاحة لديها والذى سمح لها من جهة بأن تفرد صفحة يومية ثابتة للشأن الخارجى من جهة ومن جهة أخرى سمح لها بأن تمتلک علاقات تاريخية مع الشخصيات الدولية المؤثرة ومکاتب مراسلين فى معظم الدول الفاعلة فى النظام الدولى إضافة إلى اشتراکاتها فى وکالات الأنباء؛ کل هذا سمح لها ليس فقط بأن تنشر خبر عن کل حدث وإنما متابعة الحدث بعدة أخبار متتالية.
ذلک لم يتحقق لصحيفة المصرى اليوم لأنها لا تخصص صفحات خاصة ثابتة للشئون الخارجية بل صفحة عرفت باسم أخبار العالم ولم يکن لها دورية صدور ثابتة، إضافة إلى إطار غير معنون محدد باللون الأحمر على الصفحة الأولى داخلى خُصص فى الغالب لأخبار العالم.
يتضح أن على الرغم من التباين الشديد فى حجم المنشور عن الأزمة فى صحيفتى الدراسة والذى بلغ (140) بصحيفة الأهرام و(52) بصحيفة المصرى اليوم إلا أن الصحيفتين اتفقت فى معالجة التغطية من حيث الترکيز على موضوعات محددة ومن حيث الاهتمام بإبراز قوى فاعلة وتأطير هذه القوى. حتى أن التباين ما بين التغطية وتصورات المبحوثين اتسم بالمحدودية وهو ما يتضح معه وجود علاقة بين تأطير القوى الفاعلة فى التغطية الخبرية وبين تصورات المبحوثين عن هذه القوى، وذلک على الرغم من أن الصحف الورقية کوسيلة لمتابعة أخبار العالم جاءت فى الترتيب الثالث لدى المبحوثين بوزن مرجح 18.65.
صحيفتى الدراسة قدمت شخصيات بأطر وسمات شبه متطابقة داخل الأزمة. وهو ما يتضح معه أن هناک عوامل أکثر تأثيرًا على القرار التحريرى وتحديد شبکة علاقات الشخصيات الفاعلة من نمط ملکية الصحيفة الذى رکزت عليه الدراسات السابقة خاصة التى أجريت على صحف تصدر بدول مختلفة.
وتمثلت هذه العوامل فى: الاعتماد على وکالات الإنباء حيث يؤدى لتشابه المعالجات نظرًا لأن المصدر واحد وحدود تدخل المحرر تتوقف على قرار النشر وبعض تعديلات الصياغات. وکذلک التوجه الرسمى للدولة: فتبين أن إذا کان فى بعض الصفحات الأخرى مثل السياسة والاقتصاد قد نجد لنمط الملکية تأثير فى تبنى الصحيفة وجهة نظر معارضة أو متفقة مع قرارات الشخصيات الفاعلة فى هذه الصفحات. إلا أن هذا الأمر يختلف إلى حد کبير فى صفحات القسم الخارجى أو الشئون الخارجية ويرجع ذلک إلى أن الدولة الصادرة بها الصحيفة ترتبط بشبکة علاقات مع الشخصيات الفاعلة والمؤثرة فى الحدث الدولى، وإلى حد کبير قد يؤدى نشر أطر معارضة لهذه الشخصيات إلى مشاکل فى العلاقات مما يجعل القائم بالاتصال عن عمد أو غير عمد يراعى الخط العام لسياسات الدولة الخارجية وأحد أبرز نتائج ذلک تشابه المعالجة وتأطير الشخصيات وأدوارهم خاصة فى أوقات الأزمات والصراع.
وتتفق نقطة قوة تأثير السياسة الخارجية للدولة على معالجة الشئون الخارجية مع نتائج الدراسات السابقة؛ منها: (نورهان مجدى-2018) و(إيمان عبد الرحيم-2014) و(Mullol, Ada-2018) و(Zheng, Limin-2006) و (Tabe Bergman-2013) و(Lee, Chang-Ho-2004).

الكلمات الرئيسية