العوامل المؤثرة في قراءة الصحف المصرية المطبوعة لدى الشباب الجامعي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الصحافة بقسم الإعلام – کلية الآداب – جامعة اسوان

المستخلص

تتبلور مشکلة الدراسة في رصد العوامل المؤثرة في قراءة الشباب الجامعي للصحف المطبوعة والتي تصدر من أماکن بعيدة عن مکان معيشتهم أو عملهم، وتحليل تلک العوامل وعلاقتها بالوسائل الجماهيرية الأخرى کالصحف الإلکترونية المصرية التي تصدر من الداخل ونظائرها الورقية أو التي تهتم بالشأن المصري وتصدر من الخارج سواء الورقية والإلکترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف الإلکترونية التي ليس لها نظير مطبوع أو الإذاعة أو التليفزيون؛ وتفسير تلک العلاقة للوقوف على أهم العوامل التي يمکن أن تؤثر في قراءة الشباب الجامعي والاهتمام بمتابعة الصحف الورقية.

تفسر نتائج الدراسة عدم إشباع الإعلام المصري لحاجات شباب جامعة أسوان، ابتداء من الصحافة المطبوعة المصرية مرورا بالتلفزيون المصري وانتهاءً بالمواقع والبوابات الإلکترونية التابعة للصحافة المصرية، بسبب حالة اللامهنية، ويدل على ذلک دراسة سهير عثمان 2010 والتي خلصت إلى أن أهم عامل مهني مؤثر هي المصداقية، ودل على ذلک أيضا وجود العلاقات الدالة بين استخدام الإنترنت يوميا، وعادات عدم القراءة ونسبة مشاهدة التلفزيون من جانب وعلاقتهم بمستوى قراءة الصحف المطبوعة جدول رقم( 6، 17، 28).
أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام الإنترنت ليس مرتبطًا بخصائص الإنترنت بشکل قوى؛ فهناک علاقة دالة تفيد بأن أسباب استخدام الإنترنت للمواقع التي تدار من الخارج هي إحساس القارئ المتابع لها بأنها تشبع حاجاته، وليس خصائص الإنترنت، ودل على ذلک أيضا فئة من لهم عادات مشاهدة التلفزيون في الجدول رقم (32,31) وعلى الرغم من أن جدول رقم 33 دل على عدم وجود علاقة إلا أن الأغلبية من تلک الفئة تميل إلى أن خصائص التلفزيون والمواقع الإلکترونية لا توثر في قراءة الصحف المطبوعة، وکذلک جداول رقم (12،23،34) والتي أبدى المبحوثون فيها الأسباب في متابعة بوابات الصحافة المصرية الإلکترونية وهي مقارنة الأخبار بمثيلاتها من المصادر الأخرى، ودل على ذلک دراسة (Michael parks 2012).
تضع هذه الدراسة بعض الحلول للارتفاع بنسبة قراءة الصحف المصرية، فعلى الرغم من أن الإعلام الجديد والتلفزيون له تأثير إلا أنه لو فرض أنه طبقت معايير المهنية على الصحافة المصرية لارتقت نسبة مبيعات الصحف المطبوعة وزادت معها عادات القراءة وأصبحت المواقع الإلکترونية داعمة لها من خلال الفيديو والتفاعلية، ويدل على ذلک دراسة ( رفعت البدري 2005) ففي هذه الحقبة تبنت الصحافة المطبوعة أنواعًا مختلفة من الهجوم على الحکومة والنقد والذي هيأ لقيام ثورة يناير، فقد أثبتت تلک الدراسة أن الصحافة المصرية المطبوعة في ازدياد في تلک الفترة .
إن لطبيعة عينة الدراسة تأثير على نتائجها، فالشباب اليوم يستخدم وسائل الإعلام الجديدة کالموبايل واللابتوب وغيرها من الوسائل السهلة في الاصطحاب؛ وهذا بدوره يؤثر على قراءة الصحف المطبوعة، ولکن الفکرة التي أظهرتها الدراسة هي أن من أسباب متابعة بوابات الصحافة المصرية هي مقارنة الأخبار بمثيلتها، ولکنها لا تشبع احتياجات العينة ودل على ذلک نتائج الجداول رقم( 9،20،31)، لذا تثير هذه الدراسة أيضا أزمة مهنية المواقع والبوابات الإلکترونية التابعة للصحافة المصرية والتي بدورها لو زاد الإقبال في متابعتها لارتفعت نسبة مبيعات الصحف المطبوعة من خلال الفوارق بين الشکلين أو اتخاذ بعض التدابير التي يمکن أن تزيد من قراءة الصحافة المطبوعة، وقد دلَتا على ذلک دراستي (وائل عبد الباري 2005) و(Ali Salman 2011)
تظهر نظرية الاستخدامات والإشباعات مدى ملائمتها في هذه الدراسة، فمن خلال هذه النظرية يمکن تفسير السبب الحقيقي الفعال وراء أسباب انخفاض مبيعات الصحف المطبوعة في کل دولة؛ ففي الولايات المتحدة کان السبب وراء انخفاض المبيعات هو قراءة الأخبار العامة والبحث عن المعلومات الحديثة واستخدام البريد الإلکتروني ( دراسة alaviuin Carlos ) في حين أثبتت هذه الدراسة أن على رأس أسباب انخفاض قراءة الصحف المطبوعة هو المهنية والتي لا تشبع حاجاتهم، فطالب جامعة أسوان لا يرى في الصحافة المصرية الدافع للقراءة والحاجة التي يمکن أن تشبعها الصحافة المصرية عنده ودل على ذلک اختبار الفرض السابع للدراسة والذي يفيد مدى ملائمة هذه النظرية مع الدراسة بشکل قوي.
يظهر الجدول رقم 25 بعد مقارنته بالجدولين (14،36) أن من لديه عادات للقراءة يفضلون قراءة جريدة المصريون عند من ليس لديه عادات للقراءة، فبالنظر إلى جريدة المصريون قد يکون لها طبيعة خاصة عند من لديه عادات لقراءة صحيفة يوميا والتي تلبي بطبيعتها بعض حاجات تلک الفئة، وهذا يدل على أن من اختار هذه الجريدة کمرکز أول يشتريها ويکون حريصًا على قراءتها وبالتالي تزداد معه نسبة مبيعاتها.
توضح هذه الدراسة تأثير التلفزيون کبديل للصحافة المطبوعة، وعلى الرغم من أن هناک علاقة دالة على عدم إشباع التلفزيون المصري لحاجات هذه العينة إلا أن  نسبة مشاهدة التلفزيون عالية جدا بين العينة، وهذا بسبب ما يتشابه به التلفزيون المصري من خصائص (القنوات الفضائية المفتوحة - الأقمار الصناعية) مع الإنترنت في کونه مفتوحًا أيضا على العالم ومتنوع الاستخدام علاوة على التفاعلية، فهذا بدوره يدل على أن هناک مشکلة لدي العينة مع الإعلام المحلي على کافة الوسائل الإعلامية. وتکمن المشکلة هنا في محور دراسة مهنية القنوات المصرية والتي لا تشبع حاجات العينة والتي دل على ذلک جداول رقم (30-19-10).
المرکز الخامس الذي حظيت به جريدة الأهرام بين العينة بمتوسط نسبي  78,39 يدل على عدم إشباع الصحف الحکومية بين الصحف الأخرى لحاجات الشباب الجامعي؛ فقد نشر تحقيقا صحفيا في "جريدة صوت الأمة" (49) يفيد بأن الأهرام تأتي في مقدمة التراجع المفزع في أرقام التوزيع ، حيث تطبع الأهرام يوميا 180 ألف نسخة يوزع منها ما يقرب 140 ألف نسخة.
رغم تعدد أنماط ملکية الصحافة المطبوعة " مستقلة، حزبية، قومية" إلا أن هذا التنوع لا يعد دافعًا لدى العينة لشراء أي فئة منها، فالتنوع في المضامين من المفترض أن يتأثر بنوع ملکية الصحيفة وتوجهاتها السياسية وانتماءاتها الحزبية، ويمکن أن يکون حلا لزيادة نسبة توزيع تلک الصحف، فقد أرجع محمود خليل(50) انخفاض أعداد القراء إلى عدة أسباب، من أهمها عدم تنوع المضامين الإعلامية التي تقدمها الصحف للقارئ، وضعف وسطحية معالجات المشکلات الخطيرة التي يعاني منها المواطنون، فکل صحيفة أصبحت مرآة لأخرى.
دلت الجداول( 15، 26 ،37) على عدم تأثير البعد المکاني على قراءة الصحف المطبوعة خاصة عند من يستخدمون الإنترنت يوميا ومن ليس لهم عادات لعدم القراءة؛ أما عادات مشاهدة التلفزيون فلم تکن هناک علاقة دالة تفيد بتأثير البعد المکاني ولکن الأغلبية أظهرت عدم تأثيره، والآخرون کان أغلبهم ممن لهم عادات لقراءة الصحف، لذا يمکن القول أن البعد المکاني لإصدار الصحف يتلاشى تأثيره مع استخدام الإنترنت وعادات عدم القراءة، ويکون له تأثير محدود مع من لهم عادات لقراءة الصحف المطبوعة.

الكلمات الرئيسية