دور صحافة المواطن في نشر ومقاومة الشائعات في المجتمع العربي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الصحافة- کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

باستخدام أداة تحليل المضمون خلصت الدراسة إلى أن الآثار السلبية المترتبة على استخدام منصات صحافة المواطنين في العالم العربي يمکن الحد منها من خلال تشجيع إنشاء صفحات وحسابات تهدف إلى کشف الشائعات ودحضها والتوعية بخطورتها. وانتهت الدراسة إلى أن الشائعات التي تم دحضها في الصفحتين اللتين تم تحليلهما يغلب عليها الطابع السياسي، وتتعلق بأطر جغرافية قومية في المقام الأول، وأن صفحات الفيسبوک وتطبيقات الهواتف الذکية، وحسابات تويتر، والصحف الإليکترونية تمثل أهم مصادر الشائعات المنتشرة على هذه المنصات. کما خلصت إلى أن التلاعب في الصور الفوتوغرافية والتلاعب في لقطات الفيديو واختلاق معلومات غير صحيحة تمثل أبرز طرق إنتاج الشائعات في هذه المنصات. وأکدت الدراسة أن غالبية الشائعات لا تستهدف جهات أو أشخاص بعينهم، وان الهدف الرئيسي فيها هو التشويه وبث الخوف، وان أسلوب خلط الأوراق هو أکثر الأساليب الدعائية المستخدمة فيها. وفي مجال دحض الشائعات تشير نتائج الدراسة إلى أن الصفحتين المدروستين حرصتا على تقديم دحض کامل للشائعات التي تابعتها، اعتمادا على وسائل إعلام أجنبية في الغالب، واستخدمت الصور الأصلية والمعلومات الصحيحة ومقاطع الفيديو الأصلية کدليل علي کذب الشائعات.
وفي مجال المقارنة بين دور منصات صحافة المواطنين المزدوج في خلق ونشر ودحض الشائعات بناء على حجم تفاعل المستخدمين مع الشائعة ومع دحضها، توصلت الدراسة إلى أن الدور الأکبر لهذه المنصات يتمثل في خلق ونشر الشائعات، إذ لم يشکل التفاعل مع دحض الشائعات شوي نسبة ضئيلة من حجم التفاعل.
أن ترکيزنا في هذه الدراسة على الدور الذي تقوم به منصات النشر على الويب 2.0 في نشر الشائعات في المجتمعات العربية يجب ألا يجعلنا نبالغ في تقدير هذا الدور، خاصة وان دراسات أخرى أکدت أن دور هذه المنصات يبقي محدودا بحدود معدلات انتشار الإنترنت في الدول العربية، التي لا تتعدي 49.6% في مصر و60.5% في المملکة العربية السعودية، وکذلک معدلات نفاذ هذه المنصات خاصة فيسبوک التي لا تتعدي 13.6% في مصر و20.9% في السعودية ([i]). وقد کشف مسح أجراه مشروع بيانات التحرير (http://tahrirdata.info) على عينة من 1056 من الثوار في ميدان التحرير أن الاتصال الوجاهي کان أکثر وسائل الاتصال بين النشطاء بنسبة 93%، ثم التلفزيون بنسبة 92%، ثم الهواتف بنسبة 82%، والصحف 57%، الرسائل التليفونية القصيرة 46% ثم الفيسبوک بنسبة 42% وتويتر 13% والمدونات 12%. وعلى هذا الأساس فإن الاتصال الشخصي ووسائل الإعلام التقليدية والاتصالات کانت مصادر المعلومات الأکثر أهمية في ثورة يناير أکثر من وسائل الإعلام الاجتماعي والإنترنت ([ii]).
واستنادا إلى هذه النتائج نستطيع أن نقول إن الدور الذي انتهي اليه بحثنا لمنصات صحافة المواطنين في نشر الشائعات يبقي هو الأخر محدودا مقارنة بأدوار الاتصال الشخصي ووسائل الإعلام التقليدية والاتصالات الهاتفية وهو ما يتطلب دراسة أخرى على هذه الوسائل.
وإجمالا يمکن القول إن منصات صحافة المواطنين في العالم العربي تشکل ساحة لخلق ونشر الشائعات، وهو ما يتطلب بذل جهود جماعية ومؤسسية لاستغلال هذه المنصات في مقاومة الشائعات ومحاربتها على نطاق واسع.


 

الكلمات الرئيسية