رؤية القائم بالاتصال للعوامل المؤثرة على الصحافة الاستقصائية فى مصر بالتطبيق على موضوع موتى السجون

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة - کلية الإعلام جامعة القاهرة

المستخلص

 
 
تتحدد مشکلة الدراسة فى التعرف على رؤية القائم بالاتصال فى الصحف المصرية  للاسباب والعوامل المهنية والقانونية والمجتمعية الى تؤثر فى تطبيق صحافة الاستقصاء فى الصحف المصرية على اختلاف ملکياتها  قومية وحزبية وخاصة وملامح التغطيات المعمقة التى تنشرها الصحف وحدود العمق والتوثيق بها بالاضافة الى نوع  المعلومات و طبيعة المصادر التى تعتمد عليها وما تلجأ اليه من براهين وأدلة لاقناع القارئ ووضوح الهدف من التغطية وما تطرحه من حلول فى اتجاه التغيير هذا الى جانب العناصر الاساسية لکتابة الموضوع الاستقصائى والشکل الفنى الذى ينشر من خلاله  والتعرف على الاشکاليات المتعلقة بوسائل جمع المعلومات والمحاذير والقيود القانونية والضوابط الاخلاقية من خلال رؤية القائم بالاتصال ودراسة حالة للموضوع الاستقصائى (موتى السجون فى مصر) بما يلقى الضوء على حالالصحافة الاستقصائية  فى مصر.
خلاصة عامة للدراسة التحليلية:
-  اعتمدت التغطية الاستقصائية على التوثيق المعمق فى بحث قضية اتصلت بحقوق الإنسان إزاء جماعة توصف بأنها من المهمشين وهم المسجونين بالسجون المصرية.
-  احتاج الموضوع الاستقصائى إلى الاستعانة بالوثائق والمعلومات فى بحث محاور الموضوع.
-  تعددت أشکال التوثيق داخل الموضوع الذى استغرق العمل فيه ما يقرب من الخمسة شهور فى بحث التجاوزات والإهمال الطبى وإثبات خطأ وعدم قانونية ما يحدث بحق المسجونين من خلال الدليل والبرهنة والإثباتات.
-  استطاع الموضوع الکشف عن معلومات لم تکن معروفة للرأى العام حول أوضاع المساجين فيما يتعلق بحقوقهم واهمال فرص العلاج للمرضى منهم واشکال انتهاکات حقوق الانسان المعرضين لها  .
-  استطاع الموضوع الاستقصائى من خلال عرض عشرات الحالات الکشف عن محاور عديدة ترتبط بالأوضاع الإنسانية للمساجين من خلال تتبع کل حالة وتقديم ما يثبت صحة شهادات الشهود وما يثبت خطأ ما حدث بحق تلک الحالات ومنافاته لحقوق الإنسان.
-  ظهر عمق التغطية من خلال لجوء الصحفى إلى العمل الميدانى - النزول إلى السجون ولقاء المساجين وبحث حالاتهم وتوثيق المشاهدات - بدلاً من الاکتفاء بنقل الانطباعات والقاء الاتهامات .
-  ساق الموضوع دلائل کثيرة على عدم قانونية وإنسانية ما يحدث للسجناء وسعى إلى تحريک وضع قائم من خلال المطالبة الواضحة بمراقبة والتفتيش على أوضاع السجناء من قبل لجان محايدة.
-  استخدم الموضوع الاستقصائى  الشکل أو البناء القصصى المعتمد على الترتيب الزمنى وبناء السياق يتخلله مزاوجة بين التلخيص والاقتباس فى نقل نتائج الحوارات التى أجريت ويستخدم المعلومة والوثيقة لإثراء مادة التحقيق. ويلجأ إلى البراهين والدلائل العقلية والمنطقية فى اقناع القارئ بصحة وجهة النظر التى يتبناها الموضوع.
ظهر من خلال الموضوع صعوبات العمل فهى هذا النوع من الصحافة  وعلى رأسها غياب المعلومات وإحجام المصادر الرسمية عن التعليق والرد.
النتائج العامة للدراسة:
-  تکشف نتائج الدراسة أن الاستقصاء کوظيفة للصحافة المطبوعة معروفة تقليدياً وقد مارسته الصحافة المصرية  ضمن فترات تاريخية مختلفة رغم حداثة المصطلح وارتباطه لفترات طويلة بالفساد السياسى وهو ما أثر على شيوعه.
-  ان هناک ممارسة أعمق لصحافة الاستقصاء عرفتها الصحافة الغربية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريکية وبريطانيا منذ مطلع القرن العشرين.
- ان الاستقصاء کوظيفة يتأثر ويتفاعل سلباً وإيجاباً مع متغيرات عديدة مرتبطة بالمجتمعات التى يمارس فيها وهو ما دفع إلى تطوره فى إطار مجمعات تعلى من شأن الديمقراطية کما هو الحال فى الولايات المتحدة الأمريکية إلا أن ذلک لا ينفى تأثر تلک الوظيفة فى هذه المجتمعات أيضاً بفترات نمو وتقدم وفترات تراجع وفقاً للعديد من العوامل المرتبطة بالمجتمع وبالمهنة أيضاً.
- أثرت متغيرات عديدة على تطور مفهوم وممارسة الاستقصاء فى الصحافة المصرية يدخل فى إطارها المناخ الديمقراطى وغياب ثقافة الإعلاء من شأن، الحقيقة بالإضافة إلى عوامل مهنية ترتبط بالسياسات التحريرية السائدة فى المؤسسات الصحفية التى تتحکم فيها عوامل مثل التمويل  إلى درجة کبيرة وغياب التأهيل والتدريب والمفاهيم السائدة بين الصحفيين  وقناعة القائمين بالاتصال بجدوى العمل الاستقصائى.
-  إلى جانب المناخ السائد نحو ممارسة الترغيب والترهيب ضد الصحفيين الاستقصائيين .
-    الأوضاعه المالية المتدهورة للصحفيين أنفسهم والتى تتطلب التزام الصحفى بالعمل فى أکثر من اتجاه وهو ما يقلل فرص ممارسة هذا اللون من الصحافة الذى يحتاج إلى نفقات وتفرغ.

الكلمات الرئيسية