تطور الاهتمام بقضايا المرأة الصحية في الصحافة المصرية المتخصصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد – قسم الصحافة - کلية الاعلام- جامعة القاهرة

المستخلص

تناولت هذه الورقة البحثية تطور الاهتمام بموضوعات وقضايا المرأة في المجلات الطبية المتخصصة بنوعيها الموجهة للجمهور العام والموجهة للجمهور المتخصص خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، للتعرف على مدى تأثرها بالأفکار العلمية العنصرية ضد المرأة التي ظهرت في أوروبا خلال نفس الفترة، وحدود الدور الذي لعبته هذه المجلات في نقل هذه الأفکار إلى المجتمع المصري.
ومن خلال استخدام المنهج التاريخي وأدواته التحليلية، وبالتطبيق على: مجلة "الفوائد الصحية" (1891- 1902) ومجلة "الصحة" (1887- 1893) کمجلات متخصصة موجهة إلى الجمهور العام، ومجلة "يعسوب الطب" (1865- 1870) ومجلة "الشفاء" (1886- 1891) کمجلات متخصصة موجهة إلى جمهور الأطباء.
توصلت الباحثة إلى أنه لم يظهر تأثر المجلات الصحية الموجهة إلى الجمهور العام بالأفکار العنصرية ضد المرأة فيما يتعلق بأفکار الصحة العقلية والتي لم تناقشها هذه المجلات. بينما ظهر تأثرهم بالأفکار التمييزية ضد المرأة من خلال إلقاء اللوم على المرأة في نقل الأمراض التناسلية المعدية کالزهري وذلک في اطار تقديم مقترحات للحد من انتشاره.
کما هاجمت المجلات الصحية الموجهة للجمهور العام دور المرأة کمقدمة للخدمة الصحية، فهاجمت عمل القابلات، ورغم أنها قدمت لهن بعض النصائح وطالبت بضرورة العناية بتأهيلهن، إلا أنها شجعت فکرة تقدم الخدمة الطبية للنساء من خلال طبيبة وفرتها في عيادة صاحب مجلة "الفوائد الصحية" في أوقات معينة.
وفي نفس الوقت دافعت هذه المجلات عن المرأة وعملت على تصحيح المفاهيم والمعتقدات الخاطئة الخاصة بربط العقم بالنساء دون الرجال، وما کان يترتب عليه من آثار اجتماعية سلبية على المرأة.
أما المجلات الطبية الموجهة لجمهور متخصص فلم تتأثر المجلة التي أصدرتها مدرسة الطب وهي مجلة "يعسوب الطب" بالأفکار العلمية التمييزية ضد المرأة التي دعا إليها بعض أساتذة المدرسة في کتبهم الخاصة بالطب النفسي[i] والتي استقوها من الأفکار العلمية الغربية في نفس الفترة.
وعلى العکس من ذلک ظهر تأثر مجلة "الشفاء" - التي أصدرها د.شبلي شميل وعمل من خلالها على نقل المعارف العلمية الحديثة لمجموع الأطباء في کافة أنحاء القطر المصري- بهذه الأفکار من خلال ما قدمته من موضوعات حول اصابة النساء بالجنون أو الأمراض العصبية عموما وربطها بالتکوين البيولوجي للمرأة والتعامل مع ذلک على انه حقيقة علمية مطلقة. بالاضافة إلى اسناد حدوث بعض الأمراض في النساء دون الرجال بناء على مشاهدات عملية للطبيب دون تفسير سبب ذلک الاختلاف النوعي بين الرجل والمرأة. بالاضافة إلى وضع شروط خاصة بالحالة العقلية للمرأة التي تقوم بالارضاع، تأثرا بالأفکار الخاصة بانتقال الامراض العقلية من خلال الرضاعة.
وتخلص الباحثة إلى ظهور تأثر الصحفيين العلميين في مصر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر بالأفکار العلمية التمييزية ضد المرأة، واختلاف ذلک ما بين الصحف الموجهة إلى جمهور عام والصحف الموجهة لجمهور متخصص.
فکان دور المجلات الموجهة إلى الجمهور العام واضحا في الترويج لدور المرأة في نقل الأمراض التناسلية المعدية وربط ذلک بالانحراف، وهو ما يتمشى مع أفکار المجتمع المحافظ الذي صدرت فيه هذه المجلات، في حين دافعت المجلات الموجهة للأطباء عن المرأة في هذا الشأن.


 

الكلمات الرئيسية