العوامل المؤثرة على الخطاب الخبري للقائمات بالاتصال في تناول قضايا الحريات العامة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد بجامعة الأزهر – غزة / باحث ببرنامج الدکتوراه بجامعة القاهرة

المستخلص

تدخل الصحفيات والإعلاميات العاملات في المؤسسات الاعلامية الفلسطينية طور التنافس على مکانتهن ، وفي اطار هذا الشکل الجديد نشأت الکثير من التساؤلات الخاصة بقدرة القائمات بالاتصال على منافسة أقرانهن من الصحفيين الذکور ، وبرز التشکيک في قدراتهن في هذه المنافسة لشغل هذا المکان ، ومع زيادة الضغوط داخل المؤسسات الصحفية على الصحفيين عموماً والصحفيات خصوصاً من حيث التقييد في طرح الموضوعات الحساسة ذات التأثير الاجتماعي والسياسي والمهني برز التحدي الاکبر لهن، وخضن هذه التجربة التي أضفت بعداً هاماً في شراکة المرأة الرجل في العمل الاعلامي عموماً والصحفي على وجه الخصوص .
ومع هذا الانجاز الذي حققته الاعلاميات الفلسطينيات في مجال الصحافة والنشر ، باتت القائمات بالاتصال هدفاً مفترضاً للکثير من الدراسات ، الا ان هذا الهدف لم يتحقق له ما أراد مريدوه ، فلم ترتق الدراسات حول القائم بالاتصال في الصحافة الفلسطينية  الى المستوي المطلوب من بحث دور القائمات بالاتصال في المؤسسات الصحفية ، وظلت الدراسات التي تناولت القائمات بالاتصال تبحث على استحياء في قضايا المرأة تحديداً ، وکأنها تريد اثبات أن عملها الصحفي يتمحور في هذا الجانب دون التفات منهن الى القضايا الاجتماعية والسياسية والمهنية وهي الاساس المحرک للمحيط المجتمعي ، وکأن الموضوعات الأخرى هي تخصص ذکوري فقط ، مما استدعي وجود دراسة تبحث في هذا الجانب .
لذا جاءت هذه الدراسة لتبحث في العوامل المؤثرة على الخطاب الصحفي للقائمات بالاتصال في الصحافة الفلسطينية ودور هذه العوامل في تناولهن لقضايا الحريات العامة ، وهي من الموضوعات التي تثير اهتماماً اعلامياً عالياً خصوصاً في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام وانتهاک الحريات السياسية والاجتماعية وتعطيل لبعض قوانين الحريات او تجاوزهن ، والدراسة في هذا السياق تطرح تساؤلاً هاماً في تأثير النوع الاجتماعي على تناول القائمات بالاتصال لهذه القضايا ، وقدر تأثيره على معالجات الخطاب الخاص بهن لکثير من القضايا الهامة في ظل الضغوط والعوامل المؤثرة على الأداء العام للقائمات بالاتصال في المؤسسات الصحفية الفلسطينية .
اهم النتائج:
تظهر نتائج الدراسة الميدانية أن الغالبية العظمي من القائمات بالاتصال عينة الدراسة تتراوح أعمارهن في الفئة بين (25 الى 35 سنة ) بنسبة بلغت 79.3% ، تلتها الفئة (أقل من 25 سنة) بنسبة 12.5% ، ثم جاءت باقي الفئات بنسب متدنية القيمة ، وبينت الدراسة أن غالبية المبحوثات عينة الدراسة من المتزوجات بنسبة 58.3% ، مقابل 41.7% آنسات فيما لم تسجل الدراسة سوى هاتين الحالتين الاجتماعيتين، وعن الحالة الاقتصادية والمعيشية للقائمات بالاتصال فقد کشفت الدراسة أن الغالبية العظمي من عينة الدراسة تتلقي رواتب أقل من 3000 شيکل ، وفقط نسبة 5% من عينة الدراسة من تعدت هذه النسبة ، مما يعطي تصوراً عن ضعف الاجور التي تتلقاها القائمات بالاتصال العاملات في المؤسسات الصحفية بالمجمل ، وکانت الفئتين الواقعتين بين ( 1000 – الى 2000شيکل) أو (2000- الى أقل من 3000 شيکل) متقاربتين جداً في النسبة بينهما ، مع وجد تقارب نسبي مع الفئة ( أقل من 1000 شيکل ) ، وکشفت الدراسة أن 95.8% من عينة الدراسة من حملة البکالوريوس ، فيما لم يسجل درجة أقل من شهادة البکالوريوس کشهادة الثانوية العامة أو الدبلوم المتوسط ، مقابل 4.2% من حملة الماجستير ، وبينت الدراسة أن 91.7% من عينة الدراسة من حملة الشهادات العلمية في تخصص الاعلام وعلوم الاتصال .
وأظهرت الدراسة أن غالبية القائمات بالاتصال العاملات في المؤسسات الصحافية عينة الدراسة يسکن في المحافظات الفلسطينية الجنوبية ( قطاع غزة ) بنسبة بلغت 77.1% ، مقابل 22.9% يسکن في المحافظات الشمالية للوطن (الضفة الغربية والقدس )، کما کشفت الدراسة أن القائمات بالاتصال عينة الدراسة من المستقلين حزبياً کانت الفئة الأبرز والأوضح في المؤسسات الصحافية عينة الدراسة بنسبة تقارب النصف (45.8%)، مقابل 29.2% ينتمين لحرکة حماس، و18.8% ينتمين لحرکة فتح ، و 6.3% ينتمين لحرکة الجهاد الاسلامي .
 

الكلمات الرئيسية