التأثيرات المعرفية والتذکيرية للفيديوهات الصحفية المصاحبة للأحداث الإرهابية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الصحافة المساعد - بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة طنطا

المستخلص

يعتبر الإرهاب عموماً من أبرز الأحداث السياسية التى مر بها العالم فى الآونة الأخيرة على کافة الأصعدة، وفى ظل تلک الأزمات يکون اهتمام الجماهير بها أمراً طبيعياً، ويتجسد هذا الاهتمام فى سلوکيات متنوعة کالتعرض لوسائل الإعلام الحديثة لمعرفة تداعيات الأحداث و تفسيراتها وانعکاساتها الموجودة والمحتملة والمشارکة فى الحدث بأساليب مختلفة.
ولعبت الأحداث الإرهابية التى حدثت مؤخراً دوراَ بارزاً فى التعريف بالشبکات والمواقع الإخبارية المختلفة ساعد على انتشارها، وأدى إلى نوعاً من التواصل الجاد فى فضاء إليکترونى افتراضى قرب المسافات بين الأفراد عبر اليوتيوب وألغى الحدود وزاوج بين الثقافات وأستأثر بحمهور واسع من المتلقين.وتتمثل الصورة الحالية لواقع وسائل الإعلام البديل فى ضوء دلالة المنافسة الإعلامية على الإنترنت، فالمواقع الإخبارية بوجه خاص تستطيع أن تخبر عن نفسها وأعداد مستخدميها وسماتهم بدقة أرقام وإحصاءات الدخول على الموقع والصفحات والفيديوهات کقيمة اضافية للمادة الصحفية المنشورة.
وشهدت الساحة الأکاديمية على الجانب الآخرالعديد من النقاشات الجادة حول جدوى صحافة الفيديو، حيث أصبح بإمکان کل فرد کونه مراسل جمع المعلومة والحصول عليها مصورة ومسجلة، ومن ثم تحولت وسائل الإعلام الجماهيرية إلى وسائل إعلام الجماهير، ومن ثم قلب المعادلة الإتصالية من نشر المعلومة من الفرد إلى المجموعة إلى نشر المعلومة من الکل إلى الکل ، وذلک بالاعتماد على مواطنين صحفيين من خلال البحث عن الأخبار والصور والفيديوهات ذات التفرد والإثارةالتى تحقق قيمة صحفية خاصة کلما کان جمهور الموقع فى تزايد.
لقد استطاعت الفيديوهات الصحفية الآن احداث ثورة فى عالم الإتصال بشبکة إتصال عالمية سمعية وبصرية ونصية إليکترونياً على نحو غير مسبوق.ومن هنا  أصبح دورهذه الفيديوهات التى يتم تحميلها على مختلف المواقع أکثر انتشاراًواتساعاً وأوصل الصورة الحقيقية للإرهاب والإرهابيين تختلف عما کانت عليه من قبل وفى المنتديات على سبيل المثال  لمحدودية الدور الذى تلعبه حيث أنها تدور حول أفکار معينة ويتفاعل معها من يعجب بتلک الأفکار، فى الوقت الى تتسع فيه الخيارات فى المواقع الإخبارية الحديثة ،  حيث لم تعد فقط مصدر للمعلومات المجردة بل أضحت ساحة للتفاعلات وساهمت فى بناء اعلام منأوى للإعلام القائم سواء العمومى أو الخاص . وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة نصر الدين عثمان والتى أشارت إلى أن الإعلام الجديد يوفر مناخ الفرص الشاملة على المستوى العالمى لفضاء عام ومفتوح إذ نشاهد اليوم مجتمعات افتراضيىة على الشبکة اختصرت المسافات الجغرافية وتخلصت من الضغوط والعوائق الاجتماعية(63).
      واستهدفت الباحثة من الدراسة الراهنة اختبار مسار ذاکرة المعلومات الخاصة بالأحداث الإرهابية  وأثر الفيديوهات الصحفية المرفوعة على المواقع الإخبارية فى ادراک المعلومات وتذکرها لدى طلاب الصحافة من خلال اختبارالعلاقة بين أثر التعرض الانتقائى والتعرض التجريبى – للفيديوهات الصحفية على حجم ونوعية استدعاء واسترجاع هذه المعلومات لدى المبحوثين، واختباردرجة التمييز بين نوعية الفيديوهات الصحفية وأنماطها التى تثيرمعلومات عن الأحداث، فضلاً عن معرفة أکثر مستويات بناء تمثيل المعلومات، واستقصت الدراسة بالمقابلة والملاحظة عبرعينة تجريبية وأخرى ضابطة وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج تبلورت فى الآتى:

أوضحت النتائج عدم وجود فروق إحصائية فى البيئة الإتصالية لدى أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة ، إذ تمثلت لديهم فى المواقع الأليکترونية فى الترتيب الأول، ثم الصحف الأليکترونية والقنوات الفضائية  بنسب متفاوتة، وتراجع دورالتليفزيون المصرى والصحف الورقية المصرية والعربية والراديو إلى الوراء کوسيلة للإتصال المعرفى.
جاءت المواقع الإخبارية فى مقدمة أولويات اهتمامات أفراد عينة المجموعة التجريبية، ثم المواقع السياسية فى الترتيب الثانى ، تلتها المواقع الرياضية ،  ثم المواقع الدينية والفنية، وجاءت المواقع الاجتماعية فى الترتيب السادس ثم المواقع الاقتصادية، ثم النسائية، وجاء ت الثقافية فى الترتيب الأخير.بنسب متفاوتة ، وفى المقابل جاءت المواقع االسياسية فى مقدمة اهتمامات أفراد عينة المجموعة الضابطة ، تلتها المواقع الإخبارية ثم الاجتماعية والدينية ، وجاءت المواقع الرياضية فى الترتيب التالى ثم الفنية ، تلتها فى الترتيب السابع المواقع النسائية ثم الثقافية،  وجاءت المواقع الاقتصادية فى الترتيب الأخير وبنسب متفاوتة.
تصدر موقع اليوم السابع رأس قائمة  المواقع الإخبارية المفضلة لدى أفراد عينة المجموعة التجريبية فى استيفائهم  لللمعلومات الخاصة بالأحداث الإرهابية ، وجاء فى المرتبة الثانية (موقع  بوابة الأهرام) ،  على حين احتل المرکز الثالث (موقع المصرى اليوم) ،  ثم موقع (الوفد نيوز) الترتيب الرابع ، أما الترتيب الخامس فکان(لأخبار اليوم)، وجاءموقع (الجمهورية) بالمرکز السادس، ثم موقعى صدى البلد والشروق فى الترتيب التالى.وفى المقابل احتل موقع(بوابة الأهرام) مرکز الصدارة لدى أفراد المجموعة الضابطة ، ثم موقع(اليوم السابع) فى الترتيب الثانى،  تلاه فى الترتيب الثالث موقع (أخبار اليوم) ، وجاء موقع ( المصرى اليوم) فى الترتيب الرابع ، واحتل موقع ( الوطن ) الترتيب الخامس ،  ثم فى الترتيب السادس موقع(الوفد نيوز) ، أما الموقع السابع فکان لموقع (صدى البلد) ،  ثم موقع (الجمهورية)فى الترتيب الثامن.
·   لم يثبت صحة الفرض البحثى الأول من الدراسة القائل بوجود فروق بين مستويات التذکرالثلاث وکل من نوع  المبحوث (طالب - طالبة) والجامعة التى يدرس فيها (طنطا – کفر الشيخ) والکلية ( الآداب – التربية النوعية)والفرقة الدراسية( الثالثة والرابعة) کل على حدة،  حيث بلغت قيمة مربع کاى المحسوبة بين مستويات التذکر ونوع المبحوث  3.47 ،  ونحو 2.56 بين مستويات التذکر والجامعة،  ونحو2.71 بين مستويات التذکر ونوع الکلية.، وبلغت نحو 3.91 بين مستويات التذکر والفرقة الدراسية ، وجميعها قيم غير دالة إحصائياً عند مستويات المعنوية المألوفة.
تأکد صحة الفرض البحثى الثانى  بعدم وجود فروق بين مجموعتي الدراسة فى الاعتماد على الفيديوهات الصحفية فى الحصول على الأخبار الخاصة بالأحداث الإرهابية،  حيث بلغت قيمة اختبار ت للفرق بين متوسطين 2.31 وهى قيمة غير معنوية إحصائياُ عند مستويات المعنوية المألوفة ، مما يشير إلى عدم وجود فروق جوهرية بين الاعتماد على الفيديوهات الصحفية الموجودة على المواقع الأليکترونية لدى المجموعتين.

الكلمات الرئيسية