استخدامات شبکات التواصل الاجتماعى وتأثيرها على الاداء المهنى للقائمين بالاتصال فى الصفحات المتخصصة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ الصحافة المساعد بکلية الاعلام - جامعة القاهرة

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى الکشف عن استخدامات القائمين بالاتصال فى الصفحات المتخصصة لشبکات التواصل الاجتماعى وتاثيرها على ادائهم المهنى ، فى ضوء تساؤلات الدراسة يمکن بلورة مجموعة من النتائج العامة على النحو التالى :
1-    تحظى شبکات التواصل الاجتماعى بحضور مکثف لدى مفردات العينة على المستويين المهنى والشخصى مما يعنى انها قد صارت جزأ من متطلبات الحياة فى هذا العصر الرقمى المتسارع الوتيرة . و تشير النتائج إلى أن "الفيس بوک" و "تويتر" يحتلان المراتب الأولى بين شبکات التواصل الاجتماعى الأکثر استخداما لدى المبحوثين .
2-    تظهر النتائج أن استخدام هذه الشبکات تحرکه دوافع مهنية فى المقام الأول بغية تطوير الأداء الصحفى وتعزيز التواصل مع الجمهور والمصادر والقراء بل والزملاء مما يشبع لديهم الشعور بالتميز وتحقيق الذات خاصة مع ما اتاحته هذه الشبکات من إمکانيات لإعادة نشر أعمالهم على نطاق أوسع  .
3-    فى الوقت نفسه تغلب التأثيرات الإيجابية لاستخدام هذه الشبکات على طبيعة العمل المتخصص ومفرداته حسبما يشير المبحوثون حيث وفرت هذه الشبکات نمطا مختلفا من المعلومات والوقائع ، أطفت حيوية على الموضوعات المتخصصة وجعلتها أقرب إلى اهتمامات الجمهور ، کما ساعدت على تبسيط المصطلحات المتخصصة  ويسرت تداولها خاصة فى الأمور السياسية والاقتصادية وقضايا المرأة ، فضلا عن انها جعلت المواطن حاضرا فى التغطيات الصحفية المتخصصة مما انعکس إيجابيا على جودة هذه الموضوعات ، مما يعزز مفهوم "الاستخدام الأمثل" لهذه الشبکات کأحد متطلبات جودة الممارسات المهنية .
4-    ورغم ان استخدام هذه الشبکات قد حرر الصياغات الصحفية من القيود التقليدية فانه قد أضفى طابعا ذاتيا على المعالجات المتخصصة حسبما يرى المبحوثون ، کما أدى إلى تدنى مستوى اللغة الصحفية فى بعض الأحيان ليس فقط فى مجالات الفن والرياضة بل والسياسة أيضا ، فضلا عن انها فرضت نمطا من الاهتمامات قد يعکس اهتمامات المواطن الحاضر على مواقع  هذه الشبکات أکثر مما يعکس اهتمامات باقى الفئات التى قد لا تملک فرصة الحضور عبر هذه الشبکات .
5-    تظهر النتائج تمسک مفردات العينة بدرجات متفاوته بالمنظومة القيمية والمهنية التقليدية فى استخدامهم لهذه الشبکات ، مما يعنى عدم تأثير هذا الاستخدام على المعايير المهنية للعمل الصحفى المتخصص  ، وتبدو  أهم المعايير الأخلاقية والمهنية التى يراعيها المبحوثون فى التعامل مع هذه الشبکات هى على الترتيب : التأکد من مصداقية الأحداث والوقائع التى يتم تداولها عبر هذه الشبکات ، وحماية المصادر ، وعدم نشر مايسئ إلى قيم المجتمع أو مقدساته ، غير انه لاتوجد سياسات محددة فى الصحف التى يعمل بها المبحوثون تحدد کيفية استخدام هذه الشبکات على المستويين المهنى والشخصى الأمر الذى يکشف عن غياب الوعى لدى المؤسسات الصحفية المصرية بضرورة وجود منظومة مهنية وأخلاقية  مؤسسية تحکم استخدام هذه الشبکات أسوة بما هو حادث فى العالم المتقدم بدلا من أن يکون الأمر مرهون بالممارسات الفردية التى قد تخطئ أو تصيب .
6-    وتظهر النتائج احتياج المجال الصحفى المتخصص لآلية لمحاسبة المتجاوزين للمعايير المهنية والأخلاقية فى استخدام هذه الشبکات  الأمر الذى ينعکس بالسلب على دور وصورة الصحافة والصحفيين بشکل عام وعلى مصداقيتها بشکل خاص ، بل ويزداد الأمر خطورة کلما زاد تورط الصحافة المتخصصة فى الصراعات السياسية والمجتمعية مما يفقدها قدرتها على التأثير .
7-    ورغم تأکيد هؤلاء المبحوثين على التأثير الإيجابى لاستخدام هذه الشبکات فى دعم مساحة الحرية التى تعمل فى إطارها الصحافة المتخصصة  فان النتائج تکشف عن وعى محدود بالحدود الفاصلة بين الفضاء الشخصى (والذى يتواصل فيه القائم بالاتصال مع الآخرين کمواطن عادى) ، والفضاء العام (والذى يتواصل فيه القائم بالاتصال باعتباره صحفيا ينتمى لمؤسسة لها صورتها ودورها ومکانتها فى المجتمع ) فى هذا السياق ترى النسبة الأکبر من المبحوثين أن من حقهم التواصل مع الآخرين فى قضايا الشأن العام ، والتعبير عن وجهة نظرهم بحرية أکبر خاصة وان هذه الشبکات تدعم حرية الرأى فى المقام الأول وتوفر آليات ممارسته ، غير أن نسبة قلية من المبحوثين ترى أـن ذلک يمکن أن يؤثر سلبا على موضوعية الصحفى وربما يسئ إلى مکانته وقد يشوه صورة الصحيفة  حينما يتحيز لرأى أو مجموعة على حساب الآخرين .
8-    تؤکد نتائج الدراسة على أن استخدام المبحوثين لشبکات التواصل الاجتماعى قد ساعدهم بدرجات متفاوته على التکيف مع مافرضته البيئة الإعلامية الجديدة من معايير وأدوار ومکانات فى ظل تغير معادلة المرسل والمستقبل وظهور معادلة بديلة يلعب فيها الجمهور أدوارا مختلفة تعزز حقه فى المعرفة وتوفر له آلية مجتمعية لتجريس المسئ ومعاقبة المخطئ الأمر الذى يتطلب تکيفا سريعا مع هذه المتغيرات ضمانا للبقاء حسبما يشير المبحوثون .

الكلمات الرئيسية