دور الصفحات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعى فى تنمية الوعى الدينى لدى الشباب

أدى انتشار استخدام الصفحات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعى وسهولة التواصل بين أفراد المجتمع إلى إتاحة بيئة خصبة لنشر وتبادل المعلومات الدينية  بصورة غير مسبوقة، فظهرت تلک الصفحات کوسيلة وکسلاح غيوراً على الدين متبنياً قضايا الأمة من منظور دينى ومدافعاً عن الدين الإسلامى،وتحسين صورة الإسلام والمسلمين بصورة حضارية والتعريف بالإسلام والرد على الصور النمطية والتشويه والتضليل والحملات الدعائية المغرضة، وکوسيلة لدفع الشباب للتعريف بأمور دينيهم ودنياهم ووعيهم بالقضايا المحيطة بهم سياسياً،اقتصادياً ، اجتماعياً من منظور دينى،ومن هذا المنطلق، فإن مشکلة هذه الدراسة تتمثل في التعرف على  مدى مساهمة  المضمون الدينى المنشور فى الصفحات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعى فى تنمية الوعى الدينى لدى الشباب المنتمى لفصيل سياسى دينى وغير المنتمى،باعتبار أن المنتمين لفصيل لديهم معلومات وثقافة فى اتجاه سياسى دينى معين – أى إطار محدد من الفکر موجه باتجاه معين،يحکم على الأِشياء من منطلق الزواية الدينية السياسية التى يتنباها،فى حين أن غير المنتمين لفصيل حکمه على الأشياء ينبع من ثقافته وفکره هو ،حيث لا توجد أيديولوجية فکرية توجه ،أى غير ملتزم بهذا الإطار فى التفکير
يمکننا أن نوجز خلاصة النتائج التي توصل إليها البحث حول دور الصفحات الدينية فى تنمية الوعى الدينى لدى الشباب فى النقاط الآتية:-
1-       تبين ارتفاع معدل استخدام المبحوثين سواء من المنتمين لفصيل سياسى دينى وغير المنتمين لمواقع التواصل الاجتماعى بصفة عامة والصفحات الدينية بصفة خاصة ،وأن أعلى معدل لتصفح الصفحات الدينية على مواقع التواصل هو أقل من ساعة ،ومن أکثر المناسبات لزيادة  التعرض عند وقوع أحداث تهم العالم الإسلامي،ومتابعة الصفحة الرسمية لبعض الدعاة أهم الطرق لکيفية متابعة المضمون الدينى المثار على الصفحات الدينية.
2-       زيادة أعداد المبحوثين الذين يثقون فى المعلومات المنشورة على الصفحات الدينية،وتراوحت درجات الثقة ما بين بدرجة کبيرة وبدرجة متوسطة،وجاءت درجة الثقة بدرجة متوسطة فى المرتبة الأولى  لدى کل من المنتمين لفصيل سياسى دينى وغير المنتمين،وهذا مؤشر يدل على أن تلک الصفحات بما تنشره من معلومات وأخبار تحظى بمصداقية لدى متصفحيها لاعتمادها على الوسائل الإقناعية من الأدلة والبراهين النبوية وعلى القرآن الکريم فى شرح القضايا التى تتناولها،وربطها بواقع الحياة المعاصر.
3-       تصدر درجة التقييم المتوازن للمبحوثين حول دور الصفحات الدينية فى التوعية الدينية بدرجة دالة إحصائياً لدى المنتمين لفصيل سياسى دينى وغير المنتمين؛وهذا يرجع إلى المعلومات المتداولة عليها منطلقة من تقييمها للأحداث من وجهة نظر إسلامية صحيحة، ولشموليتها ،ولاعتمادها على أسلوب الحوار المنطقى،ولتحرى الدقة والموضوعية فى المعالجة .
4-       ارتفاع معدل مساهمة الصفحات الدينية على مواقع التواصل الاجتماعى فى رفع مستوى الثقافة والمعارف الدينية لللمبحوثين سواء للمنتمين لفصيل سياسى دينى أو لغير المنتمين،وتراوحت درجة المساهمة ما بين إلى حد کبير وإلى حد ما؛وهذا يعزى إلى غنائها بالمعلومات،ولثراء مضمونها من حيث کميتها،نوعيتها،شموليتها،ولتبنيها المنهج الوسطى للإسلام،فهى تبحث في شتى المجالات الإسلامية والفکرية والثقافية، موظفة العديد من الوسائل الإقناعية ما بين الکلمة المکتوبة والصوت والصورة والفيديو في وسيلة واحدة .
5-       العلاقات الاجتماعية والمجال الأخلاقى کان من أکثر المجالات التى ساهمت الصفحات الدينية فى تنميتها لدى المتصفحين سواء من المنتمين لفصيل سياسى دينى أو لغير المنتمين، فى حين جاءت فى المرتبة الثالثة المضامين المتعلقة بواقع العالم المعاصر لدى الکل ولدى المنتمين لفصيل سياسى، وجاءت فى المرتبة الخامسة لمن لا ينتمى، وجاءت الرؤية الدينية للقضايا السياسية فى المرتبة الثالثة لدى من لا ينتمى بنسبة 20%،وتبين وجود اختلاف دال إحصائى بين من ينتمى لفصيل سياسى دينى ومن لا ينتمى لمدى مساهمة الصفحات الدينية فى تنمية الرؤية الدينية للقضايا السياسية؛وهذا يرجع إلى حکم الخلفية السياسية الأيدلوجية الدينية التى تحکم المنتمين لفصيل وغير المنتمين،فى حين جاءت المعاملات المالية (البيع–الشراء–الإيجار) في المرتبة الأخيرة لدى الکل.
6-       معدل التأثيرات المعرفية المتحققة لدى المبحوثين من المنتمين لفصيل سياسى وغير المنتمين کانت متوسطة ، فجاءت فى المرتبة الأولى ساهمت فى رفع درجة ايمانى وصلتى بالله،يليهاساهمت في رفع مستوى الوعي لدى بالمفاهيم الإسلامية، ثم زودت معرفتى الدينية لأمتلک الحجة لمناقشة الآخرين، يليها زودت معرفتى الدينية لأمتلک الحجة لمناقشة الآخرين، فى حين جاءت فى المرتبة الرابعة رسخت  تعاليم الدين الإسلامي ونمت الفکر الاصلاحى  والأخلاقى،يليها جعلتني أکثر انخراطاً في الأمورالدينية،حيث ساهمت فى زيادة معدل المعرفة بالقضايا والموضوعات الدينية الفقهية والعقائدية والشرعية والقيم والآداب الدينية من خلال وسائل الدعوة المتنوعة والفعاليات والأنشطة کالندوات والخطب.
7-       تراوحت درجة التأثيرات الوجدانية المتحققة لدى المنتمين لفصيل سياسى دينى وغير المنتمين نتيجة للتعرض للمضمون المثار على الصفحات الدينية ما بين بدرجة کبيرة ومتوسطة،فکانت أعلى نسبة ترجيحية لصالح زادت من شعورى بالايمان والراحة والاطمئنان وهى دالة إحصائياً لصالح بدرجة کبيرة ،يليها عززت لدى مبدأ قبول الأخر وهى دالة إحصائياً لصالح بدرجة متوسطة، ثم تخفيف الشعور بالضيق والتخلص من المشاعر المؤلمة والاحباط ، يليها التحرر من الشعور بالذنب وتعزيز ثقتى بنفسى، فقد احتلت المرتبة الرابعة بالنسبة لأفراد العينة ککل،وبالنسبة لغير المنتمين لفصيل سياسى،فى حين احتلت المرتبة الخامسة للمنتمين لفصيل سياسي دينى،يليهاعززت لدى قيم المشارکة الإيجابية فى بناء الوطن وتنميتها والتأکيد على تحصين الهوية العربية الإسلامية،وقد احتلت تلک الفئة المرتبة الرابعة بالنسبة للمبحوثين ذوى الانتماء السياسى الدينى .