تأتي أهمية هذه الدراسة والتي تستهدف بالأساس الوصول إلى وضع مدونة سلوک مهنية تساعد الإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية على تقديم تغطية إعلامية مهنية محايدة وموضوعية للعملية الانتخابية، سواء کانت الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحلية، من خلال التعرف على آراء الجماعة الإعلامية من مختلف وسائل الإعلام، في الصحافة والإذاعة والتليفزيون، فضلًا عن الإعلام الإلکتروني. و يمثل موضوع التغطية الإعلامية للانتخابات واحدًا من أبرز القضايا المثارة على الساحة، وبالأخص خلال مرحلة التحول الديمقراطي التي تمر بها مصر، وقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها:
أن 41.8% من الإعلاميين يرون أن السياسة التحريرية للوسائل الإعلامية التي يعملون بها ثابتة أثناء الانتخابات، ولم يظهر تأثير لنوع ونمط ملکية الوسيلة على رأي الإعلاميين عينة الدراسة في مدى تغير أو ثبات السياسة التحريرية للوسيلة أثناء الانتخابات. کما خلصت الدراسة الميدانية إلى أن 78% من الإعلاميين عينة الدراسة يتدخل رؤساءهم المباشرين في تغطيتهم الإعلامية خلال الانتخابات، کما تبين من الدراسة أن نوع الوسيلة الإعلامية لا يؤثر في تدخل الرؤساء المباشرين، بينما ظهرت علاقة دالة إحصائيًا بين نمط ملکية الوسيلة ومدى تدخل الرؤساء المباشرين في التغطية الإعلامية أثناء الانتخابات. أکد الإعلاميون عينة الدراسة على وجود مجموعة من الضغوط يتعرضون لها أثناء تغطية الانتخابات، لعل من أهمها "هيمنة رأس المال وتدخل التمويل في توجه وسائل الإعلام لدعم أو انتقاد تيارات سياسية معينة"، و"التداخل بين العمل السياسي والعمل المهني"، و"التدخلات الحکومية لتأييد مرشحين موالين للحکم"، کذلک أکد الاعلاميون عينة الدراسة على وجود أخطاء وانتهاکات أثناء عملية التغطية الإعلامية، عن قصد أو دون قصد، من أهمها "محاولات التأثير على اتجاهات الرأي العام من خلال بحوث واستطلاعات الرأي العام، التنبؤ والقفز على النتائج"، و"ترکيز التغطية الإعلامية على الإثارة أکثر من ترکيزها على شرح البرامج الانتخابية للأحزاب"، و"عدم فهم البعض لأهم محددات وملامح البيئة القانونية والسياسية الخاصة بالانتخابات"، و"عدم احترام الصمت الانتخابي والتحايل عليه بشتى الطرق". وفيما يتعلق بمعايير ضمان معالجة إعلامية مهنية لتغطية الانتخابات في مصر وقياس مدى أهميتها عند الإعلاميين، تبين من نتائج الدراسة الميدانية أن أهم هذه البنود من وجهة نظر الإعلاميين عينة الدراسة: التوازن، وحماية وسائل الإعلام، ومراعاة الدقة، وعدم التجهيل، وأخلاقيات التعامل مع المصادر، وعدم التحيز، واحترام حق الخصوصية، ومراعاة أخلاقيات نشر الصورة. وبالنسبة للحلول المقترحة لضمان التزام المعالجة الإعلامية بالمهنية في مجال تغطية الانتخابات في مصر، فقد تبين من الدراسة الميدانية أن الحلول المتعلقة بتطوير أداء الإعلاميين جاءت في المرتبة الأولى، وبفارق طفيف جاءت في المرتبة الثانية الحلول القانونية/ التشريعية، بينما جاءت في المرتبة الثالثة موافقة الإعلاميين على الحلول الرقابية. کما اهتمت الدراسة الميدانية بصياغة عدد من الفروض الإحصائية للتعرف على مدى تأثير نوع الوسيلة التي يعمل بها الإعلامي ونمط ملکيتها على کل من مدى التزام وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامية، ومدى موافقتهم على ضرورة وجودة مدونة أخلاقية ومهنية لضبط الأداء الإعلامي أثناء الانتخابات، بالإضافة إلى توقع الإعلاميين لمدى اتفاق وسائل الإعلام المختلفة على وجود هذه المدونة، حيث اتضح تأثير نوع الوسيلة الإعلامية على توقعهم لمدى التزام وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامية، حيث يُلاحظ أن العاملين بالراديو والصحف هم الأکثر اعتقادًا بالتزام وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامية، بينما لم يظهر تأثير لنوع الوسيلة أو نمط ملکيتها فيما يتعلق بباقي فروض الدراسة.
إننا نصل بهذه الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها: - تفعيل دور لجان الرصد والمتابعة الخاصة بوسائل الإعلام أثناء الانتخابات. - إصدار مدونة سلوک خاصة بتغطية الانتخابات يضعها أعضاء الجماعة الإعلامية أنفسهم، من قبل نقابة الصحفيين، وغيرها من الکيانات الإعلامية، على المستويين المهني والأکاديمي. - تنظيم تدريبات وورش عمل للإعلاميين حول کيفية تغطية الانتخابات وتنمية الوعي بمصطلحاتها.