العوامل الإخراجية المؤثرة على تصميم المواقع الإلکترونية للوزارات الحکومية المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم علوم الاتصال والإعلام - کلية الآداب ــــ جامعة عين شمس

المستخلص

مع الانتشار الواسع لاستخدام الإنترنت، وزيادة نسبة الجمهور الذي يتعامل مع المواقع الإلکترونية المختلفة؛ زاد الاهتمام من قبِل الحکومة المصرية ممثلة في وزاراتها بتخصيص موقع إلکتروني لکل وزارة، وأخذت بعين الاعتبار هذه الوسيلة الجديدة کنافذة للتواصل بينها وبين الجمهور المستخدم.
 ومن هذا المنطلق اعتمدت الدراسة الحالية على تحليل العناصر التيبوغرافية والجرافيکية والتکنولوجية بالمواقع الإلکترونية للوزارات - عينة الدراسة - بهدف رصد مشکلات التصميم، والتعرف على مدى ملاءمة تصميمها لطبيعة نشاط کل وزارة، وإلقاء الضوء على المعوقات التي تواجه القائمين على تصميم تلک المواقع؛ للخروج بمجموعة من المقترحات للنهوض والارتقاء بمواقع الوزارة وزيادة فاعلية تصميمها، وکانت عينة المواقع في الدراسة تتمثل في وزارة الطيران المدني، والاستثمار، والنقل، والشباب والرياضة، والتعليم العالي.
وتوصلت الباحثة - بعد الدراسة التحليلية لعينة المواقع - إلى نتيجتين مهمتين، تتمثل الأولى في أن المواقع الإلکترونية محل الدراسة تتسم بالقصور في تصميمها، وهو ما يتفق مع دراسة (Fatih Kurtcu.2012) رغم اختلاف العينة التحليلية، وتتضح أوجه القصور في النقاط التالية:

تتنوع أشکال الخطوط المستخدمة في نصوص وعناوين المواقع ــــ عينة الدراسة ـــــ وهذا يتفق مع دراسة (تالة محمد زهير اليماني. 2013) وکذلک أحجام الخطوط المستخدمة تتسم بالتنوع، ولم تکن مناسبة؛ لأنها أقل من الحجم المثالي، وترجع الباحثة ذلک الأمر إلى عدم وعي المصممين بالحجم المثالي للخطوط.
وکشفت الدراسة عن وجود بعض الأخطاء الإملائية في موقع وزارة الشباب والرياضة، والتعليم العالي، وهو أمر يعکس أحد صور الإهمال الشديد في تصميم المواقع، وهو ما أکد عليه المصممون، حيث يرفعون على الويب البيانات والمعلومات المطلوب نشرها من قبِل المرکز الإعلامي أو الإدارات الأخرى، ولا يوجد الوقت الکافي لتصحيح الأخطاء الإملائية في حالة اکتشافها.
المصممون في وزارة الشباب والرياضة لم يکونوا موفقين في عناوين تم وضعها على الصور المتحرکة، حيث کانت الأسهم الخاصة بالصور المتحرکة تغطي على بعض الکلمات في العنوان، وکان من الأفضل ضبط سطر العنوان حتى لا تغطي الأسهم على کلماته، أو تغيير مکان الأسهم لتکون بعيدة عن العناوين، وکان مبررهم أن المرکز الإعلامي هو الذي يحرر تلک العناوين التي تتسم بطول اتساعها، رغم إخطارهم بالعدد المثالي للکلمات ليتناسب طول العنوان مع المساحة المخصصة له.
کشفت الدراسة التحليلة عن أن هناک صورًا سيئة ومشدودة بمواقع وزارات النقل والشباب والرياضة والاستثمار، والسبب في ذلک إما سوء اختيار اتجاه الصورة، أو شکلها غير مناسب، أو ضغطها، أو شدها بشکل مبالغ فيه، وهذا الأمر أشارت إليه دراسة (يوسف الرفاعي أحمد فراويلة. 2011) والتي نصت "على أن أهم المزايا التي أعجب بها المبحوثون في الموقع التجريبي وضوح مضامين الصور وسهولة البحث عنها".
ويوجد بعض الأخبار في وزارة التعليم العالي لا يصاحبها صور، واستبدلها المصمم بشعار الوزارة، وهو ما يوضح وجود قصور بتصميم الموقع، ويسند المصممون هذا الأمر إلى عدم توافر صور لکل الأخبار التي تم رفعها على الويب، ويستعاض عنها بشعار الوزارة.
ولم يکن هناک اهتمام بالعناصر التکنولوجية رغم أهميتها في المواقع التحليلية ، فعلى سبيل المثال لم تستخدم مواقع وزارات الطيران المدني والنقل للفيديو، وجميع مقاطع الفيديو المستخدمة في باقي الوزارات قابلة للتکبير عدا فيديو واحد في الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الاستثمار، کما أن هناک فيديوهات غير واضحة في موقع وزارة الشباب والرياضة، وتفسر الباحثة ذلک لعدم وجود کوادر إعلامية متخصصة في تصوير الفيديو، فيعتمدون في ذلک الأمر على الهواة، واستخدمت جميع مواقع الوزارات - عينة الدراسة - الرسوم المتحرکة، ولکن بشکل غير فعال عدا وزارتي التعليم العالي والنقل فلم تستخدما أي من الرسوم المتحرکة.
المواقع الخاصة بوزارات الطيران المدني، والنقل، والشباب والرياضة لا تتيح الإبحار أو التصفح بلغات أخرى سوى اللغة العربية، ولا يتيح موقع وزارة الاستثمار التصفح بلغات أخرى سوى الإنجليزية، والصفحة الخاصة بقناة وزارة التعليم العالي لا تحتوي على علامة للرجوع للصفحة الرئيسية، وهو أمر سيئ في التصميم، کما أن الروابط في جميع مواقع الوزارات - عينة الدراسة - لا يتغير لونها بعد الاستخدام، مما يتسبب في تضليل المستخدم وتشتته وسط الروابط الکثيرة، کما أن هناک روابط معطلة في جميع مواقع الوزارات عدا وزارة الطيران المدني، وهو ما يتفق مع دراسة (أحمد کمال أحمد عبد الحافظ، 2008) رغم اختلاف العينة التحليلية.
وفيما يتعلق بالتصميم فکان تصميم المواقع التحليلية ثابتًا، وهو ما يتفق مع دراسة (تالة محمد زهير اليماني، 2013) التي أکدت "على ثبات تصميم المواقع الإخبارية السورية" رغم اختلاف عينة البحث، ويجدر بالذکر أن موقع وزارة التعليم العالي اتسم تصميمه بالعشوائية والاندفاع، حيث يتم إضافة وحذف نفس الأجزاء خلال فترة الدراسة، وتبرر الباحثة ذلک نتيجة
ر الباحثة.

الكلمات الرئيسية