دور الصحافة الأردنية اليومية في نشر التوعية الصحية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دکتوراه

المستخلص

تکمن مشکلة الدراسة بشکل رئيسي في غياب التحليل الدقيق لموضوعات الصحة في الصحافة الأردنية اليومية،إذ تقوم الصحافة بدور فاعل ومؤثر في توعية المجتمع بالقضايا الصحية ومع ذلک هناک ندرة في الدراسات الإعلامية الاجتماعية التي تصدت لطبيعة موضوعات التوعية الصحية في ظل عدم ايلاء الصحف اليومية أهمية لمثل هذه الموضوعات.کما لا يوجد لدينا معلومات دقيقة حول طبيعة تغطية هذه الصحف للمضامين الصحية وأهدافها(...) وجمهورها المستهدف، الأمر الذي يجعلنا بحاجة ماسة للکشف عن طبيعة الموضوعات المتعلقة بالوعي الصحي.
اهم النتائج:
توصلت الدراسة إلى أن الاهتمام بالمواضيع الصحية تزايد بشکل کبير بعد تسجيل انتشار غير مسبوق لبعض الأمراض السارية، والتي أصبحت خلال سنة الدراسة  2014 من الموضوعات التي تشغل بال المجتمع، في ظل تدفق الاجئين السوريين واندماج أغلبهم في المجتمع الأردني وتعزو الباحثة ذلک إلى ظهور حملات منظمة من قبل وزارة الصحة وبعض المنظمات غير الحکومية لبرامج التوعية الصحية المختلفة، إلى جانب ظهور أحداث ومستجدات ذات علاقة بتلوث المياه والتسممات الغذائية.
 وخلصت الدراسة الى أن الصحف الأردنية، وفق الدراسة الحالية، لا تعتمد خطة منهجية واضحة ضمن أجندتها الإعلامية لنشر القضايا الصحية، رغم إنها أفردت صفحات متخصصة بالصحة، إذ أنها تتبع الحملات المحلية والعالمية کما أن الصحف اهتمت بالأنماط الصحفية والعناصر التيبوغرافية المتنوعة
واحتلت مضامين المواد الإخبارية التي تتحدث عن الأمراض غير السارية المرتبة الأولى في الصحف الثلاث (الرأي، الغد، الدستور)، ومرد ذلک انتشار تلک الأمراض التي يصعب السيطرة عليها من جهة نتيجة لتغير الأنماط السلوکية لدى الأردنيين، وتمکن الجهات الحکومية ممثلة بوزارة الصحة من السيطرة على الأمراض السارية عبر حملات التطعيم من جهة أخرى. کما توصلت الى أن الصحف يبدو تتبع الحملات الصحية الحکومية والعالمية الهادفة إلى تغيير السلوک إلى أنماط سلوکية صحية سليمة في کثير من الممارسات الصحية الخاطئة والتي ينشط  نشاطها في المناسبات العالمية، ففي مقابل تزايد الاهتمام بالأمراض غير السارية، تراجع الاهتمام بالأمراض الوراثية، حيث لم ترد في الصحف الثلاث أي رسائل إعلامية تتعلق بهذا المجال.  
کما خلصت  نتائج الدراسة الى أن الصحف ترکز على الأهداف الوقائية من وراء النشر، فإنها تميل إلى الأهداف الوقائية التي حصلت على أعلى نسبة بين أهداف النشر، وتلاها الأهداف العلاجية والمواد التي لا تحمل أي أهداف، ولعل ذلک يعود إلى تنبه الصحف إلى أهمية تغيير السلوکيات والأنماط الصحية والغذائية لدى الجمهور.
 إلى جانب ذلک ظهر أن الصحف تنحو باتجاه استخدام الاستمالات العقلية في المادة الصحفية أکثر من العاطفية والتخويفية في الموضوعات الصحية، إذ بلغت ما نسبته (58.52%) من مجمل المواد الإعلامية حيث أن الصحف باتت تستخدم في أنماطها الصحافية إقناع القارىء عبر إحصائيات وأرقام مدروسة علمياً تزودها به جهات دولية متخصصة تتعاون مع وزارة الصحة في تنفيذ برامج ونشاطات صحية، أما بالنسبة للأنماط الصحفية، فقد احتل الخبر والتقرير والإعلان والمقال والإعلان الصحي ما نسبته (84.7%) من مجمل المواد الإعلامية. وهذا أمر طبيعي لأن الخبر هو أساس العمل الإعلامي.  
وخلصت الباحثة الى أن الإدارات التحريرية للصحف هي التي تحدد أولويات الجمهور وتطابق يتضح  باستثناء الحالات الطارئة مع ما جاءت به نظرية ترتيب الأولويات مثل التغطيات الإعلامية لانتشار فيروس انفونزا الخنازير والموسمية المعدية، السل وشلل ألأطفال والإسهال بين الاجئين السوريين والتسممات الغذائية، إذ تلعب الهيئات الصحية الوطنية والعالمية دوراً في تحديد هذه الأولويات.

الكلمات الرئيسية