إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بمنظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الشباب الجامعي المصري والسعودي

الدراسة الحالية تحاول البحث في عدة إشکاليات الأولى ؛ التأثير الإيجابي لمواقع التواصل على القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الأفراد باستخدام أدوات التشبيک والمناصرة والضغط والتفاعل المتاحة عبر شبکات افتراضية اجتماعية قائمة على أساس الترابط وجسور التواصل ،على عکس التواصل وجها لوجه مما يسهل على الأفراد التواصل مع الآخرين وفقاً لعوامل معينة مثل تشابه الاهتمامات والثقافات، وبالتالي تکوين شبکة اجتماعية تقدر کميا بعدد أفرادها ومعنويا بحجم الثقة والتعاون المتبادل بينها .
يمکن تقديم ملخص للنتائج التي تم التوصل اليها في إطار الأهداف التي تسعى إليها الدراسة في عدة نقاط هي :

تم قبول الفرض الأول من الدراسة جزئيا والذي  يشير إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الشباب الجامعي عينة الدراسة على مقياس إدمان مواقع التواصل الاجتماعي تبعاً لاختلاف خصائصهم الديموجرافية (الجنسية، والنوع، والمسار الدراسي ، کثافة الاستخدام) ، حيث اتضح وجود فروق تُعزى إلى متغير النوع لصالح الذکور وفي متغير کثافة الاستخدام لصالح الاستخدام المرافع ، في حين لم يتبين وجود تأثير للجنسية و المستوى التعليمي على إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
قبول الفرض الثاني جزئيا والذي يشير إلىوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الشباب الجامعي عينة الدراسة على مقياس (القيم المجتمعية – الأخلاقية) التي عززتها مواقع التواصل الاجتماعي تبعاً لاختلاف متغيرات (الجنسية، والنوع، والمسار الدراسي، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي ، کثافة الاستخدام) حيث اتضح وجود فروق تعزى إلى متغير النوع (ذکور- إناث) بدرجة أکبر في الأبعاد لصالح الذکور ، وفي المسار التعليمي لصالح الکليات الشرعية ومتغير الإدمان لصالح الدرجة الأکبر ، في حين لم يتبين وجود تأثير للجنسية على التأثيرات القيمية على اختلاف أنواعها.
قبول الفرض الثالث جزئيا والذي يشير إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين معدل تحقيق رأس المال الاجتماعي بأبعاده الثلاثة (التواصلي والتبادلي والعابر) لدى الشباب الجامعي عينة الدراسة نتيجة استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي ومتغيرات (الجنسية، والنوع، والمسار الدراسي، وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، کثافة الاستخدام ) حيث اتضح وجود فروق ناتجة عن تأثير معدل إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على بناء وتکوين رأس المال الاجتماعي لصالح المعدل المرتفع ، ولصالح معدل کثافة الاستخدام  المرتفع ، في حين لم يتبين وجود تأثير للجنسية والجنس والتعليم على معدل بناء وتکوين رأس المال الاجتماعي بأبعاده الثلاثة .
 قبول الفرض الرابع کلياً والذي يشير إلى وجود ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين (القيم الاجتماعية – الأخلاقية ) التي عززتها مواقع التواصل الاجتماعي لدى الشباب الجامعي عينة الدراسة وبين متغيرات (الشعور بالوحدة - تقدير الذات -المعارف والعلاقات المتبادلة - درجة الثقة في العلاقات الاجتماعية).
قبول الفرض الخامس کلياً والذي يشير إلى وجود ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين مستوى رأس المال الاجتماعي بأبعاده الثلاثة ( التواصلي والتبادلي والعابر ) الذي يحوزه الشباب الجامعي عينة الدراسة وبين متغيرات (الشعور بالوحدة - تقدير الذات -المعارف والعلاقات المتبادلة - درجة الثقة في العلاقات الاجتماعية).
قبول الفرض السادس کلياً والذي يشير إلى وجود ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين أبعاد القيم الاجتماعية والأخلاقية التي عززتها مواقع التواصل الاجتماعي وبين مستوى رأس المال الاجتماعي بأبعاده الثلاثة (التواصلي والتبادلي والعابر) الذي يحوزه الشباب الجامعي عينة الدراسة.
تؤکد النتائج العامة للدراسة على ارتفاع معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل عينة الطلاب المصريين والسعوديين ، حيث يحرص عينة الطلاب المصريين على التفاعل مع الفيسبوک Face book بنسبة أکبر من الطلاب السعوديين (92.5% ، 45.6%) والفارق دال إحصائياً حيث بلغت قيمة z المحسوبة 4.328 وهي أعلى من القيمة الجدولية المنبئة بوجود علاقة فارقة بين النسبتين بمستوى ثقة 99% .
وتؤکد النتائج أيضا على حرص عينة الطلاب السعوديين على التفاعل مع تويترTwitter بنسبة أکبر من الطلاب المصريين (94% ، 76.2%) والفارق دال إحصائياً حيث بلغت قيمة z المحسوبة 3.845 وهي أعلى من القيمة الجدولية المنبئة بوجود علاقة فارقة بين النسبتين بمستوى ثقة 99%.
کما تشير نتائج الدراسة بأن 86% من عينة الدراسة تستخدم الأسماء الحقيقية وليست الوهمية ، موزعة بين 90% من إجمالي مفردات عينة الطلاب المصريين ، مقابل 82.5% من إجمالي عينة الطلاب السعوديين ، وهو ما يعد أحد مؤشرات ارتفاع درجة الثقة لدى الطلاب في شبکات التواصل الاجتماعي  والمرتبطة ببعد الثقة في الذات والثقة في العلاقات الاجتماعية .