استخدامات الشباب المصري للمواقع الاجتماعية وعلاقتها باتجاهاتهم السياسية

أظهرت نتائج الدراسة العلاقة الوثيقة بين المواقع الاجتماعية وکل من الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، حيث أن المواقع الاجتماعية، وخاصة "فيس بوک" و"يوتيوب" و"تويتر"، کانت من المصادر الإعلامية الرئيسة التي اعتمد عليها الشباب المصري کمصدر معلومات في هذه الأحداث.
وتدعيماً للنتائج السابقة الخاصة بتصدر "فيس بوک" للمواقع الاجتماعية التي يتابعها الشباب المصري بشکل عام؛ فقد جاء "فيس بوک" أيضاً في الصدارة لدى الشباب المصري لمتابعة أحداث الخامس والعشرين من يناير عام 2011 وأحداث الثلاثين من يونيو عام 2013، فقد کان المصدر الأساسي للشباب وغيرهم من فئات الجماهير الأخرى لمتابعة تطورات هذه الأحداث، خاصة في ظل ما عانته وسائل الإعلام الرسمية من غياب للمصداقية وتجاهل للأحداث، مما جعل الشباب المصري يتجه إلى هذه المواقع، حيث يصنعون هم بأنفسهم إعلاماً شخصياً خاصاً بهم.
وبالنسبة لاتجاهات المبحوثين نحو الشأن السياسي المصري والأطراف الفاعلة فيه؛ يتضح وجود بعض التوازن بين الاتجاهات السلبية والاتجاهات الإيجابية للشباب المصري نحو الشأن السياسي، حيث أنه الشباب يرى أن رموز الحزب الوطني الفاسدة عادت للمشارکة السياسية، وأن الأحزاب السياسية کيانات هشة وليس لها دور في الحياة السياسية المصرية، کما أن مصر تواجه مخاطر اقتصادية في الوقت الراهن، وبالمقابل يرى الشباب أن الدول العربية تدعم مصر في مواجهة المخاطر التي تحيط بها وأن مصر بدأت تستعيد دورها على الساحة الإقليمية والدولية، ويدل ذلک على وجود شبکة من الاتجاهات السلبية السياسية أو الاقتصادية ويقابلها شبکة أخرى من الاتجاهات الإيجابية نحو الشأن السياسي المصري والأطراف الفاعلة فيه، ويستق ذلک مع السياق المجتمعي في مصر، فقد حقق المجتمع تطوراً على مستوى الأمن والاستقرار لکنه لازال يعاني من مشکلات سياسية واقتصادية لم يتم حلها.
         وقد سعت الدراسة إلى اختبار دور المواقع الاجتماعية وشعاراتها السياسية في التأثير على اتجاهات وسلوکيات الشباب المصري إحصائياً، وقد تحققت الدراسة من وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين استخدام المواقع الاجتماعية والمشارکة السياسية للشباب، کما تحققت من دور هذه المواقع في تشکيل اتجاهات الشباب نحو الشعارات السياسية وفي تشکيل اتجاهاتهم نحو الشأن السياسي المصري.