تصميم المواقع الإلکترونية في ضوء الاتجاهات الحديثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الإعلام بکلية الآداب – جامعة المنيا

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى رصد وتحليل الاتجاهات الحديثة لبحوث ودراسات تصميم المواقع الالکترونية في الفترة من 2010 وحتى 2017 ، ومن خلال استعراض الدراسات والبحوث التي تناولت تصميم المواقع الالکترونية ، يمکن التوصل إلى مجموعة من المؤشرات نجملها فيما يلي :
1)  توزعت زوايا اهتمامات دراسات وأدبيات تصميم المواقع الالکترونية ما بين اتجاهات عدة من بينها : الاتجاه القائم على دراسات تناولت توصيف تصميم المواقع الالکترونية بشکل عام بما يتضمنه ذلک من حديث حول العناصر البنائية ( التقليدية والجرافيکية والالکترونية ) ، والاتجاه القائم على تصميم المواقع الالکترونية وعلاقته بالجمهور بما يتضمنه ذلک من حديث حول اختلاف طبيعتهم واهتماماتهم وسماتهم التي تؤثر على درجة تفاعلهم وبالتالي اختلاف تصميم المواقع و تفضيلاتهم لتصميم المواقع الالکترونية ويسر الاستخدام ، وکذلک الکشف عن الانتباه والتذکر والثقة والمصداقية من خلال استخدامهم للمواقع الإلکترونية ، والاتجاه القائم على العوامل المؤثرة على تصميم المواقع الالکترونية والتي رکزت بشکل خاص على المواقع ذات الأهداف التسويقية والاعلامية والاتصالية ، والاهتمام بأهمية عوامل عديدة مؤثرة على تصميم الموقع کتحديث المعلومات والثقة وسهولة الاستخدام ويسر الاستخدام والمظهر البصري والجمالي وتخطيط الصفحات وسرعة الاستجابة ويسر قراءة النص عبر الموقع، والاتجاه القائم على دراسة العوامل الثقافية وعلاقتها بتصميم المواقع الالکترونية من خلال دراسة مکونات صفحة واجهة المستخدم في مواقع الويب لتحديد أهم العناصر الثقافية بها ، وإجراء دراسات مقارنة للدول عبر الثقافات ، والاتجاه القائم على التفاعلية في المواقع الإلکترونية ودراستها کسمة للوسيلة واهتمت بدراسة السمات والآليات التفاعلية التي توظفها المواقع الالکترونية ، وتفضيلات المستخدمين للعناصر والأدوات التفاعلية، والمقارنة بين مستويات التفاعلية في المواقع المختلفة ، واتجاه دراسات تقييم کفاءة تصميم المواقع الالکترونية والتي اهتمت الشروط والمعايير والجوانب المتعلقة بعملية تصميم المواقع الالکترونية ، إلا أنهم أجمعوا على التأکيد على أنه يجب أن يکون إرضاء المستخدمين هو الهدف الأساسي لمصممي المواقع والجهات المسئولة ليتم جذب المزيد من المستخدمين .
2)  إن المتأمل للدراسات والأدبيات الحديثة في مجال تصميم المواقع الالکترونية سيجد دون أدنى صعوبة ثمة تنوعاً واضحاً وملموساً في توجهات الباحثين ، حيث توضح المؤشرات تزايد الاهتمام  بينهم بحقل دراسات تصميم المواقع الالکترونية لاعتبارات مهمة ومعروفة، تتصل في الأساس بالتطورات التکنولوجية المتصاعدة ومواکبة الزيادة الکبيرة في غستخدام هذه الوسائل الجديدة ، الأمر الذي أدى إلى تزايد الإنتاج والتراکم الأکاديمي في هذا التخصص وهي نتيجة تشير في ذاتها إلى أن تخصصا مثل تخصص تصميم المواقع الالکترونية بات يفرض نفسه .
3)  على الجانب الآخر ، ظهر اهتمام في الدراسات والأدبيات العربية التي تناولت تصميم المواقع الالکترونية ، بما يوحي بالنشاط البحثي المتزايد للمدرسة العربية في هذه السبيل مقارنة بفترات زمنية سابقة کان الاهتمام فيها ضعيف نظراً لحداثة الظاهرة وقتها ، حيث تشير نتائج المسوح والدراسات، إلى أن الدراسات العربية بشکل عام والدراسات المصرية بشکل خاص، قد شهدت اهتماما واضحا وملحوظا بحقل دراسات تصميم المواقع الالکترونية ، وأنها قد قدمت في هذا الصدد تراثا متنوعا ًمن حيث قضاياه وإشکالياته ، ومن حيث مداخله واقتراباته البحثية ، ومن حيث أطره النظرية والمنهجية ، وتبدو هذه النتيجة منطقية في حد ذاتها ، فشبکة الانترنت کوسيلة اتصال تغلغلت في نسيج الدول العربية في مختلف المجالات الاعلامية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأکاديمية والسياحية ، وأتاحت ظهور المواقع الالکترونية المختلفة لمعظم المؤسسات على الشبکة بتنوع نشاطاتها ، ولعل هذا هو ما حدا بالجامعات العربية والباحثين إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة والاهتمام بالأبحاث المتعلقة بتصميم المواقع الالکترونية مقارنة بفترات سابقة . ولعل ما يؤيد ذلک أيضاً هو تزايد معدلات استخدام شبکة الانترنت في الوقت الحالي وتخللها للمجتمعات العربية مقارنة بالماضي .
4)  تنوعت المداخل النظرية المستخدمة في دراسات تصميم المواقع الالکترونية وکان اکثرها استخداما مدخل يسر الاستخدام، ونموذج ادراک سهولة استخدام التکنولوجيا، ونظرية تمثيل المعلومات، نموذج قبول التکنولوجيا، مداخل التفاعلية المتعدة، ومدخل النموذج المهجن، ومدخل الاعتماد على وسائل الاعلام، ومدخل الاستخدامات والاشباعات ، ونظرية ثراء الوسيلة ، نظرية التطلع إلى المعلومات، ونظرية الجشطلت، ونظرية حارس البوابة الالکترونية، ونظرية تمثيل المعلومات، ونظرية انتشار وتبني المبتکرات، و مدخل تحليل النظم، ونظرية الاتصال الحواري، ونظرية المسئولية الاجتماعية.
5)  تمثل معظم جمهور الدراسات السابقة في الشباب ، وربما يکون ذلک بسبب أنهم الفئة الأکثر استخداماً لشبکة الانترنت والتعرض للمواقع الالکترونية، والمحرک الرئيسي لهذه التقنيات و المتأثر الأول بها ، ولکننا أيضاً يجب ألا نغفل استخدام الفئات الأخرى للمواقع الالکترونية ، فعلى سبيل المثال لا يوجد أية دراسات بحثت في استخدامات کبار السن والمرأة والأطفال للمواقع الالکترونية .
6)  وجود قصور في الدراسات الخاصة بخبراء التصميم والقائمين بالاتصال في تصميم المواقع الالکترونية ، التى من خلالها يتم التعرف على الضغوط التي يتعرض لها القائمون بالاتصال في مجال تصميم المواقع الالکترونية ، في ظل بيئة العمل التي تتسم بالسرعة والمنافسة الشديدة ، .
7)  من حيث المنهج وأدوات الدراسة : اختلفت الدراسات التي اهتمت بتصميم المواقع الالکترونية حول أفضلية المنهج المستخدم بها ، فمنها دراسات تجريبية استخدمت المنهج التجريبي سواء کانت دراسات أجنبية أو عربية ، حيث لوحظ اهتمام الدراسات العربية بالمنهج التجريبي والذي اشتهرت باستخدامه الدراسات الأجنبية، وقد أکدت نتائج الدراسات التجريبية على قدرتها على إثراء البحث العلمي في هذا المجال لما حققته من نجاح في رصد الظاهرة محل الدراسة بشکل أکثر دقة ، على الرغم من صعوبة تنفيذها لما تتطلبه من إجراءات للضبط التجريبي ، ومحاولات توفيرها أجواء طبيعية من المفترض أن تکون أقرب إلى الواقع الحقيقي ، وبالتالي الوصول إلى نتائج أکثر منطقية وواقعية ، ومنها دراسات وصفية استخدمت منهج المسح الذي يعتمد على أداة المقابلة وأداة الاستبيان واداة تحليل المضمون لوصف وتحليل طبيعة وسمات وخصائص المواقع الالکترونية ، هذا بالاضافة إلى استخدام الأسلوب المقارن في بعض الدراسات للمقارنة بين العناصر البنائية التقليدية والالکترونية الموجودة بالمواقع الالکترونية ومدى أوجه التباين والتشابه بينها ، في حين وظفت دراسات قليلة أسلوب دراسة الحالة ومجموعات النقاش المرکزة والملاحظة بالمشارکة ، وبذلک يتضح ظهور محاولات من قبل الباحثين في مجال تصميم المواقع الالکترونية بالاهتمام بالمناهج والأدوات الکيفية وبالتالى الاتجاه إلى إنتاج بحوث کيفية .

الكلمات الرئيسية